27 أكتوبر 2025
تسجيلقسّم الانهيار المتسارع في أسعار النفط دولَ العالم إلى ثلاث فئات: دول منتجة ومطمئنة تتعامل مع الأزمة المستجدة بهدوء وثقة، ودول منتجة لكنها قلقة ترى في هبوط الأسعار مؤامرة على اقتصادها، والفئة الثالثة تضم الدول المستهلكة التي تنعم بالفوائد وتحسب عوائدها.انخفاض أسعار النفط بالأسواق العالمية دعا الخبراء المختصين في دول المنطقة إلى التفكير في المطالبة بتبني رؤية إستراتيجية موحدة لتنويع قاعدة الاقتصاد، خاصة أنها ليست المرة الأولى على مر التاريخ الحديث، حيث سبق أن عاشت المنطقة في فترات سابقة أزمات نفطية مماثلة، وعانت موازناتها لسنوات عديدة من العجز دون أن يحملها ذلك على التحرك إلا من جانب تنويع استثماراتها الخارجية، في وقت يراد لهذه الدول أن تظل ذات نزعة استهلاكية فقط. لا يختلف اثنان أن سوق المال الخليجية تأثرت بشكل مباشر بالتراجع الكبير لأسعار الخام، وتذبذبت أسعار السلع المختلفة حتى في صلب الحياة المعيشية للفرد المواطن والمقيم مثل السلع الاستهلاكية والمأكولات اليومية وغيرها، بل إن المواطن بات مذعورا من هذا الهبوط لدرجة أنه يتلهف على بيع أسهمه في شركات البورصة، ووفق دراسات خليجية قدرت خسائر البورصات الخليجية جراء هبوط أسعار النفط بأكثر من 150 مليار دولار، وهي خسائر لم تسجلها هذه البورصات منذ خمس سنوات.الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي السعودي سعيد محمد الغامدي، أعطى نصائح قيمة إسعافية لتجاوز الأزمة، وبين في تصريحات له مؤخرا أنها ليست للتخويف أو إثارة الهلع بين الناس بل لنكون مستعدين للأسوأ -لا سمح الله- ويستشف من دعوته أن هناك سنوات عجافا تحتاج التقشف، ومؤشرات رؤيته نستنتجها من رفع الدعم عن الوقود وزيادة في بعض السلع وإجراءات "التفنيشات"، وتقليص الموارد في بعض المؤسسات والشركات الخاصة .نصائح الغامدي محل تقدير ويجب أن نأخذها مأخذ الجد لاحتمالات الآتي، وفي هذا الصدد يقول: من يملك السيولة فلا بد أن يحتفظ على الأقل منها بنسبة 50% والبعد عن استثمارها أو صرفها، الابتعاد عن الاستثمار في الأسهم لأنها ستتجه للعودة لأسعار التسعينات، الحذر من شراء أي عقارات فالأسعار في قمة التضخم وما تدفعه اليوم لشراء قطعة أرض قد يشتري لك 3 قطع أراض في نفس المكان بعد سنة إلى سنتين من الآن، التقليل من الصرف على الكماليات من أجهزة إلكترونية وجوالات وأدوات تجميل وأغراض وإكسسوارات نسائية وخلافه مما يمكن أن تستمر الحياة بدونه.يواصل الخبير البنكي نصائحه بالتحذير من تغيير سيارتك أو جوالك أو منزلك أو أي شيء تملكه أنت أو أحد أفراد عائلتك، ألا نضعف أمام رغباتنا الشخصية وترك كل ما لا نحتاج، ألا نضعف أمام زوجاتنا أو أطفالنا وطلباتهم ورغباتهم ونحاول أن نشرح لهم الهدف من التقشف وهو تأمين مستقبلهم بإذن الله وتوفير مبالغ مالية لحالات الطوارئ، والأهم ألا نهتم بتعليقات الغير من أقارب أو أصدقاء على اقتصادنا وتقشفنا أو قدم موديل جوالك أو سيارتك وبيتك، نحاول أن نستقطع من راتبنا ودخلنا خمسة بالمائة شهريا كحد أدنى وندخره للطوارئ.هذه النصائح جديرة بالاهتمام لمواجهة المرحلة، ونضيف عليها أخيراً أننا في خضم هذا الوضع لا نحرم أنفسنا وأموالنا البركة بالزكاة والصدقة منها . وسلامتكم