13 سبتمبر 2025

تسجيل

"قرناص" والأمن الغذائي العالمي

14 مارس 2016

* هي اميرة قرناص سفيرة السودان لدى ايطاليا ومندوبته الدائمة لدى المؤسسات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة بروما، حققت بكفاءتها وطاقتها الايجابية موقعا مرموقا عالميا يضاف لرصيد النساء العربيات وللدبلوماسية الطموحة والكفء.. بفوزها برئاسة لجنة الأمن الغذائي العالمي خلال اجتماعات الدورة (42) بروما، ومع فوزها قدمت رؤيتها لتطوير الامن الغذائي مستدعية خصوصية المرحلة اقليميا ودوليا، هذا الانجاز يعتبر قيمة مضافة للسودان والدول العربية وسانحة للمساهمة في فك معادلة تزايد اعداد الجوعى وضمور الاراضي الزراعية، فقضية الامن الغذائي لا ينظر لملفها بمعزل عما تعيشه دولنا العربية من خلل في بنيتها التحتية، وتعطيل لقطارات التنمية بجفاف الزرع والضرع وجوع الاطفال والمسنين وإحباط أصاب الشباب في مقتل.* هذا المقعد رفيع المستوى تكمن أهميته بتعقيداته ودولنا تموج في صراعات وحروب انكمشت معها مساحات الزراعة المورد الاساسي للغذاء، فالتنمية المستدامة مرتبطة بالاستقرار والامن.. والجياع في العالم تتزايد اعدادهم مما يزيد من صعوبة مهام "أميرة" خاصة واللجنة تمثل الوعاء او المنتدى المعني بوضع وتنسيق السياسات المتعلقة بالأمن الغذائي في العالم ككل.. وترشيح قرناص حظي بتأييد وقبول المجموعات الاقليمية بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وهي رئاسة مستحقة لكفاءتها وللسودان ولقضية الامن الغذائي العالمي، فليس مستغربا ولا جديدا أن امكانيات السودان إن احسن استغلالها وادارة دفتها في مجالات الزراعة والتصنيع الغذائي، لا محالة ستسهم في تحقيق الأمن الغذائي اقليميا وعالميا.* والسفيرة أميرة نعتبرها انموذجا للنساء العربيات الطموحات، تجيد الانجليزية والفرنسية، التحقت بالخارجية 1990 — 2002 وشغلت منصب سفير السودان لدى إيطاليا، تنقلت بين إدارة المنظمات الدولية، الإدارة الافريقية، حقوق الإنسان، والمرأة والطفل، ثم انتقلت مترجمة بالأمم المتحدة قبل أن تعود مجددا للخارجية 2007 كرئيسة لإدارة البيئة والموارد الطبيعية. وعملت 1989 — 1993 محاضرة بجامعة الملك سعود بالرياض، بتخصصها (العلاقات الدولية) درستها بجامعة الخرطوم.. وقد شهدت فترة عملها بايطاليا حراكا دبلوماسيا واقتصاديا، ابرزه الملتقى الاستثماري الثقافي بمشاركة اوروبية لافتة وتمثيل سوداني منظم، لما لايطاليا من اهتمام بالتراث والصناعات الغذائية فاكتسبت ثقة الوسط المؤثر في مثل هذه القرارات.* بمباشرة قرناص لوظيفتها أضافت زخماً لسيرتها المليئة بالنجاحات وقد تعهدت بوضع 795 مليون شخص حول العالم يعانون نقص التغذية نصب أعينها، والمنصب يمكن مؤسسات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والموارد المائية من المساهمة في وضع السياسات والموجهات والمبادئ، مما يعتبر سانحة ذهبية لبلدها لتطوير هذه القطاعات، خاصة ان اللجنة تضم منظمات الأمم المتحدة المعنية بالأمن الغذائي والمجتمع المدني ومعاهد البحوث الزراعية العالمية ومؤسسات التمويل الدولية.* هي دعوة لبعض الجالسين على مقاعد "سفراء" ان يمددوا طموحاتهم ليخرجوا من جلبابهم الذاتي الضيق، بمثل اشراقات كهذه تصب في صالح دولهم والانسانية جمعاء، ونبارك لقرناص هذه المسؤولية الكبيرة في هذا المنعرج الحرج فيما يخص الغذاء والعلاج والتعليم، وهي أهل لها.همسة: صوبوا جهودكم لما يغذي عظم العلاقات الاقتصادية التجارية الثقافية بين بلدانكم ومقار عملكم..