31 أكتوبر 2025

تسجيل

تكريم المتميزين والمسؤولية المستمرة

14 مارس 2016

عادة حميدة أن يتم تكريم المتميزين في التعليم كل عام من قبل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد المفدى، ولا شك أنها لحظات لن تنسى لدى من تم تكريمهم وخاصة الصغار في السن، الذين سوف تترسخ في أذهانهم صورة هذا التكريم من يد صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسيكون الدافع المستمر لهم لمزيد من التميز والتفوق بهدف خدمة وطنهم والارتقاء به ليصل إلى مصاف الدول الكبرى في العلوم والآداب والتكنولوجيا، إن الابتسامة التي كانت تشع من وجه سموه الكريم وهو يسلم الشهادات للمتميزين لهي برهان كبير على الاحتفاء الكبير من سموه بهم وفرحته بأبناء بلده وهم يحرزون المراتب العليا ويتميزون.إن هذا التميز ليس غريباً على أبناء قطر فهم أثبتوا قدراتهم منذ نهضة هذا البلد ومساهمة الأجداد والآباء الذين تميزوا بحب وطنهم وقدرتهم في البناء والعطاء وامتطاء الأمواج العاتية ومصارعتها وركوب المصاعب من أجل الحصول على لقمة العيش، والصبر على ضنك العيش في الأيام الخوالي، ومن ثم الدفاع عن هذه الأرض بدمائهم وتأسيس دولتهم.إن التميز الذي يعيشه أبناء قطر نابع من الاهتمام بهم ودعم العملية التعليمية بكافة الإمكانات للأخذ بتقنيات التعليم الحديثة التي تنمي قدرات الشباب، وتوفر الخدمات والأنشطة التي تساعدهم على امتلاك أساليب التفكير الناقد، ومهارات البحث والتحليل والتقييم التي تؤهلهم للتعامل مع كافة متطلبات التنمية المستدامة وفرص الاطلاع على خبرات الغير وإتاحة الفرصة لهم لإعمال العقل في البحث وهو جزء من المساهمة الكبيرة في تنمية القدرات الوطنية في البلاد التي تحتاجها الدولة، وكل ذلك يعكس الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة في البلاد ونهجها في دعم التعليم الذي يعد حجر الزاوية في التنمية المستدامة وترجمة فعلية لرؤية قطر الوطنية 2030، التي جعلت التنمية البشرية إحدى ركائزها الأربع، حيث إن التعليم هو أساس ومحور هذه التنمية.ولا شك أنه بجانب هذه الرعاية من قبل الدولة تساندها رعاية أسرية لم تغفل عن رعاية الأبناء ووفرت لهم الجو والبيئة المناسبة للتعلم والبحث والمذاكرة المنظمة، بالإضافة إلى المتابعة مع القائمين على العملية التعليمية والتربوية في المدارس.كما أن الوصول إلى هذا المستوى من التميز يضع هؤلاء المتميزين أمام تحديات أكبر وهي الحفاظ على ما وصلوا إليه وزيادة الجهد للوصول إلى أعلى المراتب.ولكن هناك نقطة مهمة ألا وهي أنه إضافة إلى هذا التكريم لابد من رعاية هؤلاء المتميزين ومتابعتهم ورعايتهم وتبنيهم، وتنمية قدراتهم وإمكاناتهم ومواهبهم، حتى يكونوا قدوة لزملائهم الطلبة، ووسيلة تعزيز الجوانب الإيجابية لزملائهم، بالإضافة إلى أهمية الوعي بحاجة الوطن إلى الكفاءات ورعايتها، وتفعيل مشاركاتها في قضايا الوطن والتحديات التي تواجهه.