13 سبتمبر 2025

تسجيل

الكفاءات الوطنية المُبْطَلَة

14 مارس 2013

رغم ما توليه الدولة من اهتمام وحرص على الاستفادة من كوادرها الوطنية، واستغلال قدراتهم الاستغلال الأمثل، وفق خطط طموحة تتوافق مع رؤية قطر 2030، ويوازي ذلك ما تقدمه من فرص وظيفية طموحة وقيادية؛ لجعل هذه الكوادر تقود مسيرة التنمية الشاملة التي تنتهجها الدولة في كافة المجالات وتتحقق من خلالها المخرجات الطموحة التي تتطلع لها دائماً. كل هذه الصور والمعاني والأهداف الجميلة والطموحة التي تركز عليها الدولة يُقابلها وللأسف عدد من العراقيل التي قد تُشكّل عائقاً كبيراً في تنفيذ هذه الأهداف، ولعل من أبرزها ما قد يواجه الموظف القطري من أساليب "تطفيشية" تحده من استثمار قدراته لخدمة الجهة التي يعمل بها تحت ذرائع بأنه لا يُريد أن يُطور نفسه أو أنه غير منتظم في الحضور وأداء عمله بالشكل المطلوب، وعادةً ما تحدث هذه "المنغّصات" والطُرق التطفيشية تحت مرأى ومسمع مسؤوله "القطري" إلى أن تتطور هذه الأمور ويتم تحويل هذه الموظف البائس إلى مقبرة التقاعد المبكر أو إجباره بشتى الطرق الملتوية على تقديم استقالته بصورة مذلة!! أيضاً من الإفرازات التي لاحظنا تفشيها في الآونة الأخيرة بسبب غطرسة بعض المسؤولين هذه الزيادة الكبيرة في عدد المستشارين في العديد من وزارات ومؤسسات الدولة والذين وقعوا تحت جحيم هذا المسمى بعد أن كانوا فيما مضى مديرين يُشار لهم بالبنان!! كل هذه الأمور التي تحدث يقف خلفها مسؤول تجرد من كل ما تمليه عليه أمانته المهنية وحرصه على الاستفادة من هذه الكوادر الوطنية تحت ذريعة تافهة وهي أنهم من جنود الحرس القديم!! أصبحنا نعاني وللأسف من تكدس لأعداد المستشارين غير المرغوب فيهم من قبل "سعادتهم"، رغم أن أغلبيتهم قد يكونون من حملة الشهادات العليا ومن أرقى الجامعات العالمية ولديهم من الخبرة ما يفوق خبرة "سعادة المطفّش"!! نأمل أن تكون هناك إجراءات تصحيحية تحد من تفشي هذه الظاهرة، وأن يتم التعامل مع من يقوم بتثبيط همم كوادرنا الوطنية وعدم تشجيعها وتسليمها كفة القيادة بحزم وشدة، حتى يعلم هؤلاء المثبطون أن لدينا رجالا يُتابعون ويحرصون على تذليل الصعاب التي قد تواجه كل عنصر قطري قادر على العمل بجد وإخلاص لخدمة وطنه. وإن لم يتم إيجاد حل لهذه الإشكالية فسيتفاقم في رأيي حجم هذه المشكلة وسنعاني في المستقبل من تكدس للعمالة الوطنية "المُبْطَلَة"، عندها لا نستغرب إن قامت الدولة باستحداث وزارة لشؤون العمال القطريين المُبْطَلين!! فاصلة أخيرة رسالة أوجهها لكل مسؤول ساهم في خلق العراقيل للموظف القطري، اتقِ الله وأعلم أنه لن يدوم لك المنصب ولن يبقى إلا ذكرك عند الناس، فكن من إذا ذُكر اسمه قيل في غيابه "ونِعمَ الرجل" أما إن كان ممن "سوّد الله وجوههم" فلا عزاء له!!