26 أكتوبر 2025
تسجيلاليوم ونحن ننتظر الطلقة الأولى التي سوف تكون إعلاناً لحرب وصفها المراقبون بالحرب العالمية الثالثة بين أوكرانيا الدولة التي لطالما عُرفت بسلميتها وانزوائها عن الدخول في معارك لفظية وحتى عسكرية وبين روسيا البلد القوي الذي له ألف يد ويد في معظم القضايا، لا سيما قضايا التسلح النووي العالقة بين إيران من جهة وبين المجتمع الدولي وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى وقضية سوريا الممتدة منذ ما يقارب 8 سنوات والتي تمثل موسكو صمام أمان قوي لبقاء نظام بشار الأسد في سدة الحكم خصوصا وسط تباين واضح في المواقف لواشنطن التي لا يُعلم حتى الآن موقفها الحقيقي من نظام الأسد هل هي راضية عنه أم معارضة له؟ ولذا تبدو لعبة شد الحبل هي ما تستهوي واشنطن منذ تفجر الوضع في بلد عربي تقف روسيا عمودا أساسيا ينتصف المشهد فيمنع سقوط هذا الحكم الذي واجه بداية ثورة حقيقية في إسقاطه أسوة بما حدث في بعض الدول التي سبقته في مصر وتونس لكن انتهى الوضع لحرب خارجية وحرب شوارع وأحزاب وعصابات في الشوارع مما مهد لتنظيم داعش الإرهابي للتسلل بحرية لشرايين هذا البلد المتهاوي سياسيا واقتصاديا وإنسانيا فيما عدا العاصمة الرئيسية دمشق التي يتحصن بها بشار بمعاونة كل من إيران وروسيا. واليوم أنا لا أود الخوض في غمار هذه الحرب الموشكة أو التي توشك باعتبار أن فريقا أيضا من المحللين والمراقبين يرون أنها عبارة عن زوبعة في فنجان ولا يمكن أن تؤدي إلى أبعد أو أكبر من هذا. واسمحوا لي بعدها أن أعتذر عن هذه المقدمة الطويلة والمملة والإنشائية التي ربما أنها لا تليق بيوم تفترش الطرقات فيه باللون الأحمر ولا أعني بطبيعة الحال الدماء المسكوبة على مدار العام في منطقتنا العربية على وجه الخصوص ولكني أعني يوم (الفالنتاين) الذي يصادف تاريخه اليوم الرابع عشر من فبراير من كل عام، حيث يكون مخصصا لمن فاض قلبه بالعاطفة والحب وينتظر هذا اليوم ليعبر تعبيرا كاملا وصادقا عن هذا الوله للطرف الآخر الذي ينتظر عادة ما يمكن أن يُهدى له وما يمكن أن يقدمه هو الآخر لشريكه الذي قد يكون زوجا أو حبيبا ولن نختلف بمسميات تختلف عند الغرب باعتبارهم المبتدعين لهذا اليوم وكعادتنا لا نرث منهم إلا الرث السمين والغث منه !. (عيد الحب والرقة فقط لمن يستحقه) هذه هي العبارة التي يتداولها الجميع سنويا كلما اقترب هذا اليوم من روزنامة العرب المولعين بمعاني هذا اليوم ولذا من الطبيعي ما بتنا نراه من مشاهد هذا اليوم في واجهة المحلات وما يروج له مشاهيرنا الخليجيون والعرب على حد سواء في توجيه المتابعين لهدايا تليق بهذا اليوم الذي بات يأخذ صورة (الفشخرة) المبالغ بها إن اعتبرنا أنه يوم من ضمن أيام السنة واحتفل منا من يحتفل كل عام ولا يعترف بعدم مشروعية الاحتفال بهذا اليوم الذي لا يمكن أن نقبله كمسلمين وعرب وخليجيين يعرفون أن الاحتفال بهذه البدع إنما يودي بنا إلى الضلالة وكل ضلالة في النار كما وجهنا لهذا رسول هذه الأمة ونبيها وواضع سنته الكريمة فيها في حديثه المتفق عليه، وعليه لن أدعو دعوات جوفاء لمقاطعة هذا اليوم وعدم الاحتفال به بالصورة التي تهيننا كمسلمين وإنما لنتفكر جديا بكل بدعة نلحق بها دون وعي وكأننا مسلوبو الإرادة فيما يجب أن نعتمده كاحتفال يعطي أثره الطيب على أجيالنا ومجتمعنا لأننا محاسبون أمام الله أولا ثم أمام أنفسنا وأجيالنا في زرع نزعة فكرية تميز ما يمكن أن نزرعه كفكرة طيبة يمكن توريثها وبين بدعة مضلة نرفض تخصيبها فتصبح عادة متتالية في روزنامة سنواتنا التي تقودنا اليوم إلى ثورة في التكنولوجيا وجنون في التفكير البعيد كل البعد عما ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وعليه يبقى هذا العيد لمن استحقه أما نحن فلا حق لنا في شرحه سوى ما قيل أعلاه وكفانا وإياكم ما جاء منه وفيه !. [email protected] @ebtesam777