28 أكتوبر 2025

تسجيل

المدير المباشر والدبّ الأحمر

14 فبراير 2022

توصل "بول زاك"، مؤسس ومدير مركز الدراسات المتخصص بالاقتصاد العصبي وأستاذ الاقتصاد والإدارة وعلم النفس في جامعة كليرمونت للدراسات العليا بكاليفورنيا، أن الثقة بالموظفين ومعاملتهم كراشدين هو المفتاح الرئيسي لنجاح الشركات الكبرى وعنصر أساسيّ. وخلُص بول زاك في دراسته التي نشر موجز عنها في مجلة "هارفرد بزنس ريفيو" منذ 5 سنوات، إلى أنّ الثقة بالموظفين في الشركات الناجحة أظهرت ما يلي: انخفاض حالات التوتر بين الموظفين بنسبة 74%، ارتفاع طاقة العمل 106%، إنتاجية أعلى بنسبة 50%، إجازات مرضية أقلّ بـ13 %، مشاركة بنسبة 76%، ارتفاع الرضا عن نمط الحياة بنسبة 29%، وانخفاض حالات الإرهاق بـ 40%. هذا ما استنتجه علم الاقتصاد العصبي، وهو العلم متعدد التخصصات الذي يبحث في آلية صنع العقل البشري للقرار الاقتصادي. "بول زاك" ليس موجودا بيننا، الحاضر الدائم هو: بصمة الدخول والخروج؛ تقديم التقارير اليومية والأسبوعية والشهرية والموسمية والسنوية، الاجتماعات اليومية المكررة، المكالمات الهاتفية التي ترصد خطّ سير الموظف، ومعاملته كـ "كومبرس" ينوب عن غيره في المناسبات الداخلية والخارجية. لو تم إطلاق دراسة بحثية ترصد غُرف الطوارئ الليلية، ومسببات نوبات الهلع والقلق والخوف والفزع، والسُكري والضغط، على أن تحمل الدراسية عنوان:" المدير المباشر". مباشرة إلى المواجهة السياسية والإعلامية على الحدود الروسية- الأوكرانية، حيث تتابع الشعوب العربية هذه القضية بـ"لهفة"، مع شعور عارم بالسعادة، لم أتمكّن من فهمه بعد، فهل هو طموح لاستقبال لاجئين- لاجئات أوكرانيين أو روس (لا قدر الله)؟ أم نحن متحمسون لحرب عالمية تُعيد تقسيمنا، وتوزيع الأدوار علينا؟ أعتقد أن الحرب الشاملة لن تقع، ولكنّنا واقعون لا محالة في الصراع الإعلامي بين الثنائية القطبية. الثنائية الشيعية ما زالت محطّ جدل في لبنان وستبقى حتى تتوصل الملفات الإقليمية والدولية إلى تسوية مكوكية. مع ذلك، لبنان مشغول اليوم بين إحياء "عيد الحبّ" في زمن الغلاء، حيث الهدية لا مفرّ منها ولو كانت دُبا أحمر. فنحن شعب أُشتهر بالتجارة منذ العهد الفينيقي، والدليل أنه لدينا: تجار دين، وسياسة، وصحّة، وتجار الكرامة والقضية؛ وبين إحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وزملائه ومواطنين آخرين.. اللون الأحمر لم يوحدّنا.. 300 طنّ من المتفجرات فرقّت أجسادنا أشلاء ولم نتحدّ، وقبلها 1000 كيلو من المتفجرات مزّقت السياسية الحريرية إلى أشلاء.. وما زلنا وليمة على مأدبة تجار الحرب الأهلية؟ لا بد من إجراء فحص لـ "الأهلية" العقلية قبل الزواج ومن ثم الإنجاب، إذ تقدّمت سيدة في مصر بدعوى خلع زوجها، بسبب الفروقات الاجتماعية رغم قصة حبّ جامحة جمعتهما في الجامعة ومن ثم زواج فإنجاب طفلين. الزوج لم يترق للمستوى الاجتماعي التي تعيش فيه زوجته، والسبب أنه "لا يستخدم الشوكة والسكين أثناء الطعام" ويرتدي ثيابا رثّة وبالية.. وسؤالنا: أين كانت الشوكة والسكين أثناء العشاء قبل التزاوج؟ الزواج والجواز يجمعهما عنصر مشترك وهو أهمية تجديد العلاقة بين الطرفين، ففي الزواج لا بُدّ من تجدد العلاقة بين الشريكين، وفي الجواز تتجدد العلاقة بين المواطن والدولة. وفي هذا السياق، أطلقت السعودية جواز السفر الجديد بمواصفات إلكترونية وأمنية حديثة، لتلتحق بقائمة الدول العربية الأخرى التي أقدمت على هذه الخطوة ومنها لبنان؛ عسى الله يجمع بين لبنان والسعودية مجددًا وتطيب العلاقة بين الدولتين. علاقة الصين مع عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ليست في أوجهها، بعد تشديد الرقابة على الأعمال التلفزيونية التي تُروّج لـ مجتمع "ميم" أي مجتمع مثلي الجنس ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيًا.. نستحمل كورونا عشانك يا الصين! لكن كيف لنا نستحمل البطالة، حيث الشباب يـ "يولع بنفسه" احتجاجًا على الفقر والبطالة، وهذا ما حدث خلال تظاهرات في محافظة المثنى جنوب العراق، حيث بلغت نسبة الفقر 52%، وكان شعار التظاهرة "ليس مهما أن يُقتل متظاهر.. المهم يتوظّف البقية".