10 سبتمبر 2025

تسجيل

هلوسة التجميل والصحة

14 فبراير 2017

مع الانفتاح الثقافي والتكتولوجى وارتفاع مستوى دخل الفرد وإتاحة كافة وسائل الاتصال واكتساح الإعلام الاجتماعي بكل وسائله، مما أتاح الفرصة لعمليات التسويق بكل ألوانها، ولا سيما التسويق التجميلي والصحي في آن واحد، ويليها تنوع طرق التسويق بما يتناسب مع المرحلة الاقتصادية والثقافية الراهنة في عملية الترويج لها والتأثيرعلى أكبر شريحة من الجنسين من شرائح المجتمع وبالاستناد إلى المشاهير والنجوم وأصبحوا نموذجا يقتدى به في التقليد الأعمى، وسواء كانت هذه العمليات تتناسب مع الشخص أم لا، في تغيير ملامح الوجه والجسد وما يتبعها من مصطلحات وعبارات وصور متعددة الألوان والأشكال وما يتبعها من مسميات لاستقطاب أكبر عدد من المقبلين عليها، وسواء كانوا بحاجة لها أم لا، والأغرب من ذلك المضاعفات التي حدثت لدى الكثير نتيجة القيام بها، سواء كان باستخدام الحقن أو العقاقير أو اللجوء إلى العمليات وما يتبعها من آثار، وربما لجأ الكثير للمراكز الخاصة سواء بالداخل أو التسويق لها من الخارج، سواء بدول عربية أو آسيوية وأصبحت ثقافة تسيطر على عقول الكثير ممن يحيطون بنا، سواء كانوا في مجالس العائلة أو العمل أو المجتمع، وكل يعرض تجربته والكثير يقومون بخوض التجربة، سواء كان بحاجة إليها أم لا، والأغرب من ذلك أن يقبل كثير من الفتيات في مقتبل العشرينات بتغيير الأنف أو حجم الفم بتكبيره وتصغيره، وكأنه شنطة أو حذاء سوف تقوم بتغيره أو استبداله، وما يتبع ذلك انتشار هذا الأمر بين الرجال بصورة أكبر من السيدات، وربما يعتقد الجنسان من خلال الإقبال على عمليات التجميل، أنه قد يتبع ثقافة المجتمع السائدة حاليا من جانب وحقق جزءا من وجوده الاجتماعى بذهابه إلى أحد المشاهير من الأطباء المعروفين على الساحة، سواء بالداخل أم بالخارج، ويعتقد الآخر أنه صغر في المرحلة العمرية وأن هذه العمليات قد أخفت الكثير من معالم الزمن على وجهها من السيدات، والأجمل من ذلك ظهور مسميات أخرى للتجميل، وما يسمى بنحت الجسم بالطريقة التي ترغب بها جسدك وخضوعك لعمليات جراحية، وهناك من يقوم بها بدون جراحة، وكل يعرض تجاربه من خلال العلاقات الاجتماعية أو مواقع التواصل الاجتماعي وما يتبعها لذلك، ونحن لسنا ضد أي جراحات تجميلية تتم إلا من كان بأمسّ الحاجة لها، سواء كانوا ممن تتعرضوا لحوداث أو تشوهات خلقية أو حروق أو استدعت الحاجة لها حفاظا على الصحة التي أنعم الله بها علينا، مصداقا لما ورد في كتابه الكريم (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وأن نرضى بما قسمه الله لنا في الشكل والمظهر، وحتى لا نعرض أنفسنا وصحتنا لبعض العقاقير أو العمليات وما لها من آثار لاحقة، ونأمل أن يكون لدينا درجة أعلى من الوعي الثقافي والصحي بصورة أكبر من ذلك وقبل الإقدام عليها لمجرد التقليد الأعمى أو الاقتداء بالآخرين لمجرد التقليلد .