14 سبتمبر 2025

تسجيل

تحدي الزاوية

14 فبراير 2016

اعتدت منذ فترة أن أكتب النصوص القصيرة التي تعبّر عن لحظة ما قد لا تكون حقيقية، حينما يشتد الحال معي أشعر برغبتي في كتابة هذا النوع، وفي أحيان أخرى أود لو أنني أسرد حديثاً طويلاً ولكنني أخشى على عمودي الصغير من الانهيار، فالكتابة لدى بعض الكتّاب كشربة ماء في حالة عطش شديدة، أعبّر عن ما بداخلي "ولا يهمني" ، فقوة الكلمة أشد وأقوى وأقسى من حد السيف، خاصةً إذا سارت على رصيف حياتك بعض المواقف "المقرفة" فحاولت مقابلتها بصبر وحلم ولكنك تحتاج إلى الانفجار الصامت الذي لن يشعر به من هم حولك أو بالأحرى لن يفهموك أو ستُفسر بطريقة خاطئة، خاصةً إذا اعتقدت بأنك تتحدث بنية طيبة وسيفهمون فأنت مُخطئ، فطيب النوايا لا يكفي أبداً! وما أصعب ترك النفس صديقة للجميع وما أسهل لبس الأقنعة لتحول دون كشف ما وراءها، ولكن المواقف ستكشف لك ما خبأته تلك الأقنعة التي سيحين الوقت لخلعها لتُظهر قبح ملامح مرتديها! فاحذر من هؤلاء... وبقايا الأصدقاء... فالألم ثلاثة أنواع: رحيل الأحبة... خذلان الأصدقاء... وقريب حقود! الانشغال بالماضي مرض والانشغال بالآخرين غياب عن الوعي، وتحطيم لعقارب الساعة التي ستنفعك أكثر من البشر، فأي ضياع ذلك الذي يُثنيك عن ممارسة حياتك الطبيعية وعن تناول طعامك بروية والحفاظ على جسدك وذهنك وراحتك النفسية، وما أسوأ من أن تُترك الروح تهيم غماً بسبب أحدهم، زاوية لا ترغب بها اتركها أو اصنع لنفسك حاجز حماية، ادفن ما تبقى من حزنك... اقلب الورقة أو اتركها تحترق، أتذكر أنني عملت في زاوية ما في الكرة الأرضية وليتني لم أعمل بها وحيث ثمة كائنات بها لا تفقه وطراطير يعتلون مسميات لا يستحقونها، ومن طبيعتي حمل مذكرة صغيرة في حقيبتي وقلم لأكتب ما يُحدث لي بين ثنايا الأيام بمعنى مذكراتي اليومية واحتفظ بها بعيداً عن المتطفلين، أحيان كثيرة أعود لقراءتها فلاحظت أنني ركزّت على الجوانب السيئة في تلك الزاوية دون ذكر لأي ايجابية لها، بل قمت بتوجيه اللعنات على اليوم الذي عملت فيه بها، حاولت نسيان الماضي الأسود كما أطلقت عليه في مذكراتي الجديدة والبحث عن ايجابية يتيمة في تلك الزاوية ولو واحدة لدرجة أنني كسرت سطور الورق، وإلى الآن لم أجد! فوجدت الحل ذا الحدين إما أن أتحمّل "القرف" أو الرحيل عن الزاوية، وفي نهاية الأمر صنعت لنفسي درعاً وقررّت التحدي!.نقطة فاصلة:"بعد تسلّق تلة كبيرة، يجد المرء أن هناك العديد من التلال الأخرى يجب صعودها" .نيلسون مانديلا