30 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا وكالة أنباء عربية الآن؟

14 فبراير 2013

أضم صوتي إلى دعوة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بانشاء "وكالة انباء عربية" والتي جاءت في سياق كلمة معاليه خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الاول لمجلس العلاقات العربية الدولية الذي اختتم اعماله في الكويت يوم الاثنين الماضي وكانت بعنوان "العوامل الرئيسية التي تحكم توجهات علاقات العالم العربي مع العالم" حيث طالب معاليه ان تبث الوكالة المقترحة ارسالها باللغات الرئيسية في العالم وتتبع للجامعة العربية وتكون بعيدة عن التدخلات الرسمية لضمان وصول اخبار العالم العربي الى العالم بموضوعية ومصداقية وتحد من تأثير الاخبار العربية التي تبثها بعض وكالات الانباء العالمية ولا تخلو من التحريف والتشويه. من المؤكد أن انشاء وكالة أنباء أمر معقد يتصل بالسياسة والنفوذ الدولي ومعالي الشيخ حمد بن جاسم برؤيته الثاقبة يدرك ذلك وفند الاسس التي تقوم عليها وكالة انباء عربية.. ونضيف على ذلك ان الدول العربية إذا أرادت ان يكون لها صوت خاص فلابد ان يكون لها نفوذ سياسي واقتصادي ضخم فضلا عن وضع حضاري يجعلها تحتل مكانة دولية رفيعة.. ان نحمل هذا الفكر لاطلاق وكالة انباء بهذا المستوى وفي هذا الوقت بالتحديد هو مطلب واقعي في ظل الظروف والمتغيرات المتنامية في الوطن العربي التي تحمل بشائر الوعي بالانتقال من السيطرة المطلقة على الاعلام التي هيمنت عليها الانظمة البائدة لسنين طويلة الى الاعلام الحر والتعامل مع العالم الخارجي بالشفافية والمصداقية لان ذلك العالم اسس على قاعدة صلبة لمواجهة القوى المنافسة في مجال الاخبار وهي صاحبة نفوذ سياسي واقتصادي ضخم يتجاوز حدودها الى بلدان اخرى. المطالبة بانشاء وكالة انباء عربية بالفكر الذي طرحه معالي الشيخ حمد بن جاسم سيكون بديلا حضاريا لاتحاد وكالات الانباء العربية الذي بقي منذ تأسيسه عام 1964م على نمط واحد تنتقل الرئاسة من بلد الى بلد آخر عضو في الاتحاد بشكل روتيني عقيم لا دور معروف للرئاسة ولا وضوح رؤية للاتحاد ولا معرفة للفكر الحضاري الذي يحمله امينها العام الذي شاخ وهرم وهو في هذا المنصب الذي يرتزق منه طوال سنوات الانشاء حتى الان والمثال ان وكالتنا الوطنية هي التي تترأس الاتحاد في هذه المرحلة فلم نر واقعية لدور الاتحاد ولا تعريف للرأي العام للمسئولية التي تتحملها دولة قطر من هذه الرئاسة. حماسي لاطلاق وكالة انباء عربية في هذا الوقت نابع من تراكم خبرات قاربت ثلاثة عقود ونصف العقد من الزمن في وكالة الانباء القطرية وما تخللها من تدريب في اعرق وكالات الانباء العالمية ومشاركات في تغطية مؤتمرات عربية واقليمية على مستوى القمة وغبرها وكان ذلك هاجس لازمني منذ فترة كنت اتمنى فيها ان يعي المسئولون في وطننا العربي اهمية وكالات الانباء وخطورتها في نقل الاحداث التنموية الى العالم ومنها بلادنا قطر التي شهدت نقلات جبارة تناولتها كل اجهزة الاعلام العالمية الا ان وكالتها الرسمية ظلت بمكانها سرا مقتصرة على نقل الاخبار الرسمية وعرض الاخبار الخارجية وظلت قوالب الاخبار مجمدة يحكمها نمط السبعينيات من القرن الماضي ولا تجرؤ قيادة التحرير الاقتراب او التدخل في الاخبار المرسلة.