15 سبتمبر 2025

تسجيل

الإسعافات الأولية مهارة للجميع

14 فبراير 2012

خارج البيت كانت الأم التي كاد يتوقف قلبها من الخوف على فلذة كبدها التي تنزف، تصرخ طالبة النجدة من أي عابر سبيل، حيث لم يكن هناك أحد لديها في المنزل، فطفلتها وقعت من أعلى السرير، ودخلت في ما يشبه الغيبوبة، والأم لا تدري ماذا تفعل، إلا أن تخرج بحثاً عمن يسعفها، وتصلها النجدة، ولكن أمر الله عز وجل ينفذ، وتفقد طفلتها. نعم ساعات حرجة قد يمكن أن تمر بسلام لو أن الأم كان لديها أدنى مهارة في الإسعافات الأولية التي يمكن أن تخفف الضرر حتى ولو لم تستطع إيقافه. إن مهارة الإسعافات الأولية أحد الأساسيات التي لابد أن يلمّ بها كل إنسان وتوجد في كل بيت، وهي ضرورية في الحياة ولابد أن نحرص على تعلمها والبحث عمن يقدم لنا دورات فيها، من خلال مختلف الجهات التي تقع عليها مسؤولية توفير هذه الدورات، والتي ستكون لها فائدة كبيرة لأنه حتماً أن الجميع قد احتاج إليها قبل أن ينتقل إلى العيادة أو المستشفى، فقد تقع الأم في حيرة واضطراب عندما يبتلع طفلها شيئاً ما، أو يختنق بأي قطعة من الطعام، وقد لا تسعفها الحالة حتى توصلها إلى أي مستوصف، وفي لحظة قد يفقد الطفل حياته، وكم من طفل حدث له ذلك، وكم من طفلة غرقت وهي تسبح في بركة السباحة، ولم يستطع أحد إنقاذها بأي إسعاف أولي تعلمه من قبل. إن تعلم الإسعافات الأولية التي قد يستهين بها البعض ويعتبرها ثانوية أو غير أساسية بدءاً من المدارس بحيث تكون "الإسعافات الأولية" ضمن المنهج الدراسي فيها وكل حسب المرحلة الدراسية بحيث نقدم أساسيات هذه المهارة في المرحلة الابتدائية، حتى نصل إلى بعض الأمور لابد من أن يقوم بها من تقع له حوادث معينة تحتاج لإسعاف أولي، وتكون مادة أساسية في المرحلة الثانوية مع التدريب العملي، التي تؤهل طلابها للقيام بالإسعافات الأولية التي قد تنقذ حياة أحد أفراد الأسرة أو من يحتاج إلى سرعة إسعاف. والأمر لا يقتصر على المدارس فقط، بل لابد من قيام إدارة الرعاية الصحية الأولية من خلال مراكزها المنتشرة في البلاد بتنظيم دورات دورية للأمهات والأسر في المركز للتوعية بأهمية الإسعافات الأولية، وذلك في أوقات تتناسب وظروف الأسرة، فالعديد من الأسر لديها أفراد لديهم مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى كبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة وعناية بأمورهم التي قد يجهلها من يقوم بالإشراف عليهم ورعايتهم ومن ثم يحتاج هؤلاء القائمون على الرعاية مهارة في الإسعافات، وما يتبع ذلك من رعاية لهؤلاء المسنين لوجودهم المستمر معهم. ومن هنا علينا كمواطنين ومقيمين تهيئة أنفسنا للمشاركة في تلك الدورات والسعي للحصول عليها والتي قد تطرح في بعض المؤسسات ذات النفع العام والمؤسسات الخيرية التي تهدف إلى زيادة الوعي الصحي بين أفراد المجتمع. وبتعاون الجهات المعنية ومشاركة وسائل الإعلام بالتوعية بالإسعافات الأولية، نستطيع تكوين وعي صحي متكامل يعمل على مساعدة من يحتاج لرعاية وإسعاف وإنقاذ الحالات التي قد نصادفها في حوادث كثيرة، فإذا لم يتم وجود إسعاف أولي يخفف من حدة ذلك الأذى، ويبعد المصاب عن الخطورة، ويعمل على سرعة شفائه، ونؤكد لابد أن تكون الدورات نظرية وعملية حتى يمكن استيعاب ما يدور فيها. إذن، لنحرص على متابعة مثل هذه الدورات وتفعيلها وتشجيع أبنائنا للحصول عليها فهي مهمة وضرورية وإنقاذ للحياة.