20 سبتمبر 2025
تسجيليحتفل الناس بما يسمون يوم الحب الشهر القادم ويقدمون فيه الهدايا والورود وهو الذي لا يمت لنا نحن كمسلمين بصلة ولا علاقة له بنا، بل إنه من قصة غير مناسبة والحب عندنا يختلف، فالحب يسع كل شيء، نحب الله عز وجل ونعبده ونطيعه ونبتعد عن نواهيه، نحب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ونحب صحابته ونحب آباءنا وأمهاتنا وأبناءنا وكل من حولنا. من فترة التقيت بإحدى الفتيات قالت أبي توفي ولكني أشعر أني لم أوفيه الحب الذي يجب أن تحبه البنت لأبيها لأنني كنت أعتبر هذا غير ضروري، فهو لابد أنه يعلم أنني كنت أحبه، وهذا ما اكتشفته عندما رأيت جنازته تخرج من البيت، إنني كنت أحبه كثيرا ولكني لم أعبر عن ذلك وكنت أريد أن ألحق به وأقول له أحبك يا أبي!. نعم أحيانا قد لا نستطيع أن نعبر عما تكنه قلوبنا من حب لمن حولنا وندرك أنهم بحاجة إلى ذلك من بعض الكلمات التي ينطقون بها ولكن نحن نبادلهم بشيء من الجفاف وكأننا نبخل عليهم بكلمة (أحبكم). الكثير من حولنا يحتاجون إلى حبنا ورعايتنا ومودتنا وكلماتنا الرقيقة، الأطفال الصغار الذين يتراكضون لك وأنت عائد من العمل، الآباء والأمهات الذين لا تزورهم إلا يوم الإجازة، الزوجة التي تبذل الجهد لكي تبدو أجمل من تراه، الأقارب الذين انقطعت عنهم شهورا بل سنوات لم ترهم، خالاتك، عماتك، أجدادك، وغيرهم. الحب ليس مقتصرا على الحب بين الرجل والمرأة بل الحب هو حب من حولك، ابرز لهم هذا الحب عيشهم معناه، عبر عنه بلفتة جميلة وحضن دافئ وقبلة على الجبين، هذا الحب لا تستطيع أن تقدمه لهم عندما نفارقهم ويغادرونا إلى دار القرار، لا تنفع مشاعر الحب بعد تلك المغادرة ولن يشعر من غادر بحبكم، نفتقدهم ونأمل عودتهم حتى نعبر لهم عن صدق مشاعرنا وكما يقول المثل (لو فات الفوت ما ينفع الصوت). قدموا الحب في وقت ولا تحددوا بوقت معين، فالمشاعر الصادقة تظهر في كل وقت ولا تحتاج إلى توقيت أو تاريخ، فكلمة أحبك تقولها لمن حولك مهما كان ذلك الشخص تغني عن ألف باقة إضاءة. بمناسبة الحب؛ حبوا وطنكم، عبروا عن هذا الحب بحماية مقدراته وعدم تدمير بيئته البرية والبحرية التي للأسف البعض لا يقدرها ويلوثها بأبشع الملوثات التي تقتل الكائنات الحية، حبوا الوطن بخدمتكم له بإخلاص وصدق وتقدير كل ما يفعله هذا الوطن لنا.