28 أكتوبر 2025

تسجيل

عطونا من مال الله

14 يناير 2015

قال -تعالى- "لئن شكرتم لأزيدنكم" صدق الله العظيم، اللهم زد وبارك، اللهم احفظها من نعمة "شب وملح في عيون الحاسدين" لقد أظهرت إحصاءات جديدة كشف عنها بنك قطر الوطني، أن الاحتياطي المالي القطري بلغ في نوفمبر الماضي مستوى قياسيا، إذ وصل إلى 46.5 مليار دولار أميركي، ومن المتوقع أن يستمر بالارتفاع بالرغم من انخفاض أسعار النفط، نحمد الله على هذه النعمة فالخير الذي نعيشه هو من فضل الله علينا وبحسن التصرف والاستثمار الذي تنتهجه حكومتنا الرشيدة والعائد بالخير على الوطن والمواطنين ـ وللإحقاق فإن هذا المستوى يعد أكبر بمقدار 7 مليارات دولار، مما كان عليه الاحتياطي قبل سنة، وتأكيدا لهذه المعلومة فقد نقلت سكاي نيوز أستراليا أمس الأول عن نشرة بنك قطر الوطني الشهرية، ذكرها أن المصرف وهو الأكبر في قطر، توقع أن تصل الاحتياطات المالية إلى مستويات قياسية عام 2015، فيما توقع أيضا أن يستمر الاقتصاد القطري بالنمو خلال الأشهر الـ12 المقبلة، في ظل استمرار تنويع الاقتصاد، إن النمو المالي القطري الحاصل تدعمه تحديدا المشاريع الكثيرة المرتبطة بكأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه قطر عام 2022، ولهذا يتوقع المصرف القطري أن يتسارع النمو في 2015 مع البدء بتنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبيرة، وتدفق الوافدين، مما سيؤدي إلى استمرار نمو القطاع غير النفطي بنسبة تتجاوز 10%، مع ارتفاع عدد سكان قطر بنسبة 9% في 2013، ليصل إلى 2.24 مليون نسمة في المسيرة الجارية، قال- تعالى- "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" وهذا نداء من رب العباد إلى عباده بزيادة العطاء لأبناء الوطن من الأموال التي أفاء الله بها علينا والتي بها تحط من ذنوب المعطي وتزكيهم بها، وترفعهم وتنمي أموالهم، عندما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- جزءا من أموال الميسورين فتصدق بها عنهم وله في سبب النزول روايات أخرى، وهذا النص حكمه عام وإن كان سببه خاصا، عام في الآخذ يشمل خلفاء الرسول من بعده ومن بعدهم من أئمة المسلمين، وفي المأخوذ منهم وهم المسلمون الموسرون، ففي دعاء المحتاج رحمة للمعطي وطمأنينة وسكون لهم،لست واعظا إلا أن ما ورثناه من علمائنا الأفاضل أن قوله -تعالى- "تطهرهم وتزكيهم بها" معناه أنها تطهرهم بها من دنس البخل والطمع والدناءة والقسوة على الفقراء البائسين وما يتصل بذلك من الرذائل، وتزكي أنفسهم بها: أي تنميها وترفعها بالخيرات والبركات الخلقية والعملية حتى تكون بها أهلا للسعادة الدنيوية والأخروية .نحمد الله على نعمه ونشكر له، ونعلم أن ولاة أمورنا لا يألون جهدا في إعطاء المحتاجين من أهل الوطن الذين أجبرهم العوز من ظروف الحياة القاسية أن ينتظروا ما تفيء عليهم حكومتهم بتخصيص جزء من هذه الأموال لمساعدتهم وهم على يقين أن هذه الأموال لا تنفق إلا في سبيل الله نحو إنماء الوطن ومساعدة أهل الوطن. وسلامتكم.