16 سبتمبر 2025
تسجيل- بطء مسيرة النشر، ومحدودية الكتب التي تقتنيها الجهات المسؤولة، مما يُلجئ الكاتب إلى طباعة إنتاجه في الخارج عبر دور نشر قد تفرض عليه شروطاً تعجيزية لا يستطيع مواجهتها، وقد يتسرب إليه اليأس و»يكفر» بالمنتج الأدبي.- كما أن «الانتقائية» في هذا النشر أو الاقتناء يحول دون انتشار الكاتب وتردُّده في طباعة إنتاجه، وهذا ما لفت إليه النظر بعض المتداخلين في الملتقى.- محدودية نشر الكتاب الإبداعي القطري! ولقد أشار أحد المتحدثين إلى «تكدُّس» بعض الكتب لدى الجهات المختصة دون أن يُصار إلى المشاركة فيها في المعارض المحلية والخارجية، ولقد شهدنا هذا الأمر في جناح دولة قطر في معرض الشارقة الأخير وما قبله، حيث خلت زوايا الجناح من الكتب الإبداعية القطرية!؟ ونحن ندرك أن المعارض الخارجية إحدى النوافذ التي يجب أن يطلَّ منها المبدع القطري، تماماً كما هي الأسابيع الثقافية التي تقيمها الدولة في الخارج!، حيث يندر فيها وجود المنتج الإبداعي، مع التقدير لحضور المنتج الآخر.- عدم إشراك الكاتب المبدع في المناسبات المحلية والخارجية بالصورة المطلوبة، واعتماد جُلّ هذه المشاركات على نماذج (التراث المادي) المُكرر، دون أن يكون للفكر الإبداعي مكان في تلك المحافل!، وهذا أمر يحتاج برأينا إلى دراسة، لمعرفة أسباب استمرار ذلك النمط دون تغيّر منذ أربعين عاماً وحتى اليوم.- عدم وجود مظلة جامعة للمبدعين في قطر – وشكراً لـ (كتارا) على جهدها في المحاولة الأولى، الأمر الذي يجعل الجهود فردية ومشتتة ومزاجية وظرفية وعلائقية!، وهذا الواقع يبعث على الإحباط والابتعاد عن ممارسة الأدب.- محدودية مشاركة الصحافة في تروج المنتج الإبداعي، واقتصار دورها في الإعلان عن صدور الكتاب، وأحياناً – لمقاربات اجتماعية وظرفية – تتم المبالغة في «الإشادة» ببعض الإنتاج المتواضع.- أسهمت الرقابة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، في ركود الأعمال واقتصارها على ملامسة الواقع على استحياء دونما الغوص في استحثاثات المستقبل واستشرافه، وهذا ما لم يسمح لهذا الأدب من الاقتراب من الإقليم أو من المحيط الدولي، رغم وجود محاولات جادة من كتاب قطريين تناولت جهات خارجية أعمالهم بالنقد والدراسة.- يوجد (إسفين) بين وسائل الإعلام والمنتج الأدبي القطري، ومن خلال سبرنا لهذا الإعلام – وتركيزاً منذ 15 عاماً – لم نلحظ أي برنامج تلفزيوني يهتم بالمنتج الأدبي أو الكتّاب الجادين، رغم أن إنتاج مثل هذه البرامج تليفزيونياً من (أرخص) أنواع الإنتاج، ولا يكلف ما تكلفه البرامج المستوردة، مع التقدير لوجود برنامج (المقهى الثقافي) في إذاعة قطر، لذلك، فإن الاقتراح هنا أن يكون هنالك أكثر من برنامج تليفزيوني يتناول الشأن الأدبي الإبداعي – خصوصاً مع الإدارة الجديدة لتليفزيون قطر والتي نتمنى لها التوفيق في حفظ الهوية والتعبير عن الوجدان الاجتماعي من خلال برامج الإبداع – بشرط أن يُعدَّ ويُقدم مثل هذه البرامج قطريون مؤهلون ومشاركون في مسيرة الإبداع، ومن أكبر الأخطاء التي وقعت فيها بعض المحطات الخليجية رهن مثل هذه البرامج بيد معدين ومعدات بعيدات عن الساحة الأدبية المحلية من الإخوة والأخوات العربيات، وهم – وهن – محدودات الخبرة في مجال الثقافة المُجهد وغير مدركات للخصوصية التي يعيشها مجتمع الخليج وتاريخه – وهو ما يُسيء أكثر مما هو يفيد، بل واستسهال العمل التليفزيوني واقتصاره على المقابلة فقط، وهي – في كثير من الأحيان – رتيبة وُمملة، خصوصاً إن كان المتحدث غير مؤهل للحديث التليفزيوني حتى وإن كان مبدعاً!؟، ومثل هذه البرامج تحتاج إلى إبراز الصورة وتحريكها، مع البحث العلمي الرصين عن الكاتب وعن المجال الذي يكتب فيه، كما أن إخراج مثل هذه البرامج يُفضّل أن يخرج عن (النمطية التليفزيونية) التي أساءت كثيراً لمسألة ترويج الثقافة.- من وسائل نشر الكتاب القطري – كما اقترحنا على المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث - قبل سنوات – الشراكة مع دور نشر عربية هامة ومؤثرة، وهذا معمول به في بعض الدول الخليجية، مع أهمية حُسن اختيار الكتب وشمولية مواضيعها، والتركيز على تنوع اتجاهاتها، كما تساهم الترجمة في هذا الشأن، مع علمنا بأنه تمت ترجمة بعض الأعمال القطرية إلى عدة لغات عبر وزارة الثقافة والفنون التراث، ولكن نأمل أن يكون الهامش أشمل وأرحب ليستوعب معظم الأعمال الجادة، ويمكن تزويد السفارات القطرية بهذا المنتج المترجم لتكون الاستفادة أعم وأشمل والمشاركة بها في الأسابيع الثقافية الخارجية ومعارض الكتب العربية.لمسَ الملتقى محاور مهمة مثل المشاكل والتحديات التي تواجه المؤلف، وقيل في هذا كلام كثير، وكذلك الإبداع والتغيّر عند الشباب وتأثير اختلاف اللهجات واللغات على المنتج الأدبي، وهي محاور تحتاج إلى بحث أعمق وندوات متخصصة.فـــ»تحية للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)» التي أتاحت لنا الفرصة للتعبير عن واقعنا الإبداعي بروح من الشفافية والمسؤولية، والأمل أن يكون الملتقى القادم أكثر تنظيماً وحضوراً وأعمق تناولاً للهمّ الثقافي العام في بلدنا العزيز.