11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نشهد صفقة تبادل؟!

13 ديسمبر 2023

فجأة بات الحديث يُتداول في وسط إسرائيل عن رغبة الإسرائيليين بالعودة إلى صفقات تبادل أسرى جديدة بينهم وبين حركة المقاومة «حماس»، بعد أن نجحت الهدن الثلاث المتتالية السابقة والتي امتدت لسبعة أيام فقط من عمر العدوان الذي يتجاوز 70 يوما استُشهد لأهالي غزة عشرات الآلاف من أطفالها وأحبتها ولا يزالون يعيشون آلام الفقد والحرمان والتجويع والحصار والقصف المتواصل الذي لا يتوقف نهارا ولا ليلا في تعطش دموي ليس بغريب على هذا الكيان الذي قام على جماجم المصريين وأنشأ لنفسه دولة كرتونية على أراض فلسطينية محتلة، واليوم ومع استمرار التهجير والقصف ومع عدم وجود أي منطقة آمنة في القطاع رغم الدعوات الإسرائيلية الواهية لتخصيصها في الجنوب الذي يُقصف مثله مثل شمال غزة، فإن إسرائيل التي تلقى قواتها البرية الجبانة الموت الأسود على ضفاف مخيم جباليا التي لم تستطع حتى هذه اللحظة السيطرة عليه بعد أن فشلت في التوغل بسبب المعارك الضارية لأفراد المقاومة الباسلة من سرايا القدس وكتائب القسام وإلحاق التدمير في دباباتهم وفي الأرواح، رغم إنكار العدو الإسرائيلي في الاعتراف بخسارته للعدد الحقيقي من أرواح جنوده التي تكشف عنها المقاومة بالصوت والصورة، ولا حتى في خانيونس الذي يلقى هو الآخر مقاومة شرسة من تقدم القوات البرية للتحكم بمركز المنطقة وبات القطاع برمته مدمرا خاويا من أي شيء إلا من الشهداء الذين يتضاعف عددهم بحيث عبرت قنوات عالمية عن صدمتها في إن إسرائيل تقتل طفلا كل عشر دقائق في غزة ونزح ما يقارب 800,000 طفلا من منازلهم ويلاحقهم القصف حتى لمدارس الإيواء والمستشفيات التي من المفترض أن تكون أماكن آمنة بحسب القانون الدولي الذي لا تعترف به تل أبيب ولا حاضنتها الولايات المتحدة الأمريكية رغم مشاركتها في تشريعها، لكنها لا تعترف بها حين يتعلق الأمر بسياسة إسرائيل اللا إنسانية واللا أخلاقية في غزة وفي فلسطين ككل. إن كان ما يتم تداوله صحيحا وإن إسرائيل قد ترفع رايتها البيضاء على استحياء رغم كل التصريحات العنترية التي تدلي بها الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها رأس الشر والعدوان نتنياهو الذي يلصق كل الإبادة الجماعية التي ترتكبها قواته على أنها من صنيع (حماس) التي أطارت أبراجا من رأسه الفارغ في السابع من أكتوبر الماضي فإنه يعلم جيدا أن مكابرته هذه سوف تأتي لإنهاء حياته السياسية قريبا بإذن الله، لأنه يرى أن انسحابه الآن يمكن أن يُفسر كهزيمة ساحقة له واستمراره بها يجعله تحت ضغط شعبي وسياسي كبير، لا سيما عجزه عن تحرير الأسرى الذين لم يستطع أن يحرر شخصا منهم، وتسببت قواته بمقتل أحدهم حينما حاولوا تحريره، في مشهد جعل عقول عائلات الضحايا تطير رعبا من أن يتعرض أبناؤهم لنفس المصير وباتوا يضغطون على النتن من أن يوقف آلة العدوان على غزة، وأن يعود لطاولة الحوار والهدن وصفقات تبادل الأسرى ليتمكن من الخروج من عنق الزجاجة التي تُحكم على مصير من تبقى في قبضة حماس، وأنا هنا لا يمكنني أن أصفق لهذا التفكير لأن تل أبيب وواشنطن جعلتا العالم بأسره يحدد القضية في أكثر من 200 أسير إسرائيلي فقط بينما تركوا عشرات الآلاف من الشهداء والتدمير والجرحى والحصار والتجويع والأمراض والأوبئة التي تفتك بأطفال غزة دون مطالبة بثأرهم أو معاقبة المتسبب والمجرم الحقيقي وراء كل هذه الأهوال التي لم تمر على أي بقعة في العالم كله وكأن العالم قد حصر قضية غزة في هؤلاء الأسرى، بينما ما جرى في القطاع يحتاج لعقود من الزمن ليسقط بالتقادم كما طويت قبله مجازر كثيرة بات التاريخ يعصرها حتى نشفت أحبارها ولكني أراهن على أن الضغط الذي يتعرض له رئيس الوزراء الإسرائيلي سوف يجعل المسار يتمحور لمسارات أخرى وسط ضبابية المواقف العربية التي أجدها كما بدأت تندد حينا وتنسى أحيانا أخرى وأهل غزة يستصرخونهم أين العرب؟! وأين النخوة وأين الشرف وأين النصرة ثم أين المساعدات التي نسمع بها ولا نراها؟!.