16 سبتمبر 2025
تسجيلإن الاتجاهات الحديثة في العلاقات الدولية لها أساسياتها فيما يتعلق بالسياسة الدولية من خلال ثلاثة أركان رئيسية، وهي الفاعلون الدوليون، وأولويات ونطاق الموضوعات المدرجة، والعمليات الدولية، لذلك.. ترى أن المنظور الجديد في هذه العلاقات يقوم على ضرورة الاعتراف بازدياد تعقيد هيكل النظام الدولي بسبب تنّوع وكثرة الفاعلين وتشعبهم، وبناء عليه.. فمن المفترض ان العلاقات الدولية يجب ان تشمل على مستويات اخرى غير هذا المستوى من التفاعلات الحكومية، ويجب ايضاً ان يشارك فيه فاعلون متجددون، يتم التركيز عليهم ليس فقط نظراً الى حداثتهم، ولكن نظراً الى تزايد عددهم عن مستويات قومية أو أكثر من قومية. لذا.. ونظراً الى ظهور قضايا جديدة ومشكلات متعددة ومتجددة، فإن هناك نوافذ فتحت امامها الفرصة للتأثير على الساحة الدولية. - ولوجود القضايا الأمنية والعسكرية بشكل دائم فإن بالتأكيد الرؤية سوف تكون غير واضحة وغير ثابتة فيما يتعلق بنطاق أولوية الموضوعات في العلاقات الدولية، أما النظام الدولي الحالي فإن ما يميزه في وقتنا الحالي ان الاعتماد المتبادل في العمليات الدولية اصبح اكثر بروزاً وشيوعاً، وهذه نتيجة طبيعية لعالم القرية الواحدة المترابطة بين الجماعات في جميع الدول، سواء كانت حكومات فيما بينها أو أوضاعاً داخلية وخارجية وبين موضوعات سياسية واقتصادية جديدة لم تكن موجودة على الساحة سابقاً، وربما يكون أحد أسباب ذلك التطور الكبير الحاصل في الاتصالات والتطور التكنولوجي وتقارب وجهات النقل والنمو المطرد وتيارات تبادل السلع والتجارة والوضع العالمي الحديث، كل ذلك ادى الى رؤى جديدة واساليب متنوعة في طريقة التفكير في كثير من تلك المفاهيم التي لم تكن لتحلل التفاعلات المتعددة المستويات. في السابق وعندما بدأ العالم في اقامة تنظيماته الدولية في جميع الميادين الاقتصادية والسياسية والثقافية والتجارية وغيرها، وايضاً عندما كانت العلاقات الدولية في اطار التاريخ الدبلوماسي للدول الاوروبية فقط، شهدت هنا انتقال العلاقات الدولية من تلك الانظمة التقليدية الى نظم اكثر تطوراً وفعالية، ولذلك جاءت هذه التحولات الثقافية والفكرية والسياسية المهمة والتي حافظت من خلالها الدول على وحدة اقاليمها وسيادتها وسياستها وتدعيم نظرية الأمن السلمي وقبول الحوار والتفاوض في حال الاختلاف في وجهات النظر وأسس حقوقية عامة تقوم على الاعترافات المتبادلة، واصبح ذلك الان محتوما في المجتمع الدولي الحديث ولا غنى عنه لأي دولة للاحتفاظ بكيانها وتعزيز مركزها في هذا المجتمع. - لذلك.. تجد الان الدول ذات السيادة ازداد عددها، ومن ثم وجدت بعض من هذه الدول نفسها أن أي اختلاف في وجهات النظر او الاهداف أمر طبيعي ومسلّم له مقارنة بالصعوبات والمحن التي كانت تمر بها تلك الدول، والمشكلات الداخلية والخارجية التي عانت منها عشرات وربما مئات السنوات، لذلك فإن فك عقد المشكلات الداخلية والخارجية بالدبلوماسية والمفاوضات هو السبيل للرقي العلمي والتكنولوجي للعالم وذلك للوصول الى حلول لم تكن في المتناول في عالم الأمس فأصبحت الان هذه الحلول آمنة للجميع، لذلك قلنا سابقاً ان الدولة الحديثة المتطورة المحترمة لا يمكن أن تحتل مكاناً لائقاً بسمعتها وهيبتها الدولية من دون ان تضع لنفسها خططاً بعيدة وقريبة المدى تتناول فيه جميع جوانب حياتها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية بما يتفق مع مصالحها وتراثها القومي والفكري والحضاري ووضع هذه الخطط موضع التنفيذ. مستشار وخبير قانوني [email protected]