12 سبتمبر 2025
تسجيلخلال الوجود السوري في لبنان، كنّا نسمع ونحنُ في عُمر الطفولة، أن إدارة الرئيس السوري السابق الراحل حافظ الأسد كانت حريصة على متابعة ورصد الشخصيات السياسية السورية التي من المحتمل أن يكون لها أي دور أو مستقبل سياسي، معارض، واجتثاث فكر هذه الشخصيات من جذورها، سواء من خلال تشويه صورتها في وسائل الإعلام أو من خلال إلصاق ملفات الخيانة والعمالة وغيرها من التُهم المعلبة الجاهزة، وهذا لا ينطبق فقط على هذا النظام أو ذاك، بل بيت القصيد هنا هو جملة كنا نسمعها ولأننا كنا أطفالًا وشبابًا لم نُدركها وكنا نضحك منها وهي "هاد مُهيأ"، حيث يُعدم هذا الشخص أو ذاك لأنه يمتلك مقوّمات القيادة، أو كاريزما قيادية تُمكّنه من تشكيل جبهة معارضة للأفكار الشمولية. مناسبة هذه السطور، هو المهيأ نفسه الذي يظهر جليًا في لبنان وعبر جميع الطوائف، فاللافت، كمّية الاغتيالات التي طالت قيادات شابة وجريئة، رسمت لنفسها خطًا سياسيًا حديثًا وإن أُرتكز على خط سياسي أو حزبي موجود. من الصحافي جبران تويني، إلى سمير قصير، إلى لقمان سليم، وغيرهم الكثير، أقلامٌ يتم تصفيتها، وطيّ ملفها. وأستحضر هذا الموقف، في مساعٍ آنية ومستمرة لـ "حرق" أوراق شخصيات برز لها دور إقليمي ودولي، وزجّ أسمائها بتحقيقات وصفقات مشبوهة. العبرة، أنه في بلادنا يُصفّى "من هو مهيأ" ليكون قائدًا وفي الدول المتقدمة يدرب "المهيأ" ويُدعم لرفد الحياة السياسية بقيادات شابة. القائل إن العديد من الوزراء في الحكومات اللبنانية ومجلس النواب كانوا شبابًا، سنقول لهم إننا نتحدث عن قادة لا عن دُمى متحركة. القيادة الألمانية اختارت وزيرة شابة من أصل عراقي تبلغ من العمر 31 عامًا لمنصب وزيرة الدولة لشؤون الهجرة في ألمانيا، وهذا ليس بغريب عن المشهد السياسي الألماني، وإنمّا الجميل في ذلك والمُحزن في الوقت نفسه، هو فرحة العراقيين بهذا التعيين، وتشجيع أبنائهم وبناتهم على الهجرة وترك بلاد الرافدين. نعم، صحيح أن الإنسان الناجح هو كالشمس التي تسطع بنورها أينما حلّت، ولكن الهجرة أصبحت هي القاعدة، بدلًا من أن تكون هي الاستثناء، وإذا استمر الحال على ذلك، فالليل سيكون طويلًا جدًا على بلادنا. بلادنا العربية سعيدة بمباريات بطولة كأس العرب FIFA قطر ٢٠٢١، والتي تحتضن قطر فعاليتها، تلك هي المرّة الأولى التي أدخل فيها ملعب كرة القدم منذ أكثر من 25 عامًا، ولم يكن ذلك نابعًا من متابعة المباراة، بقدر ما كانت رغبة بمشاهدة شباب المنتخب الذين يحملون ولو قدرا بسيطا من الأمل في قلوبهم بأن مستقبلهم ما زال ناصعًا ولُبنانهم ما برح أخضر، وأن الفرصة تسنت لهم لتمثيل هذا الوطن بعيدًا عن مستنقع "الديمقراطية التوافقية". مستنقع التحرش الجنسي بات يتطلب توعية شعبية للشباب والشابات في المدارس والجامعات العربية عن الحدود القانونية بين الغزل الذي اشتهرت به قصائد العرب، وبين التحرشّ، وبين "الأفعال المسيئة"، حيث تم إيقاف مُدّرس في لبنان للتحقيق بـ"أفعاله المسيئة" إثر تظاهرات للطالبات والطلبة ضدّه في المدرسة، وكذلك يُحاكم المغرب أساتذة جامعيين بقضية "الجنس مقابل الدرجات" وتُهم الفجور والتمييز بين الجنسين والعنف ضد المرأة. الجدير بالذكر أنه في الحالتين لم يقر الأساتذة بالذنب! ذنب العلماء والباحثين أنهم لم يتمكنوا من انتزاع ثقة الشعوب بعد، حيث المظاهرات تعجّ في عدد من المدن الأوروبية، وهتافات تُشبّه الجائحة بالديكتاتورية، لله الحمد، لم تشهد دولنا تظاهرات لأننا نثق بجوائحنا وديكتاتورياتنا، ولأننا معتادون على التزام البيوت، ووضع كمامات وقيود على أفواهنا حفاظًا على صحتنا وسلامتنا. السلامة النفسية للأطفال والشباب مهمّة، وهذا ما دفع بالكنيسة الكاثوليكية الإيطالية للاعتذار من رعاياها، بعد قول أسقف الكنيسة لمجموعة من الأطفال إنه "لا وجود لبابا نويل" موضحًا أن هذه الشخصية هي وسيلة تجارية لتسويق المنتجات.. قول الحقيقة يتطلب موافقة الشركات العابرة للقارات. القارتان الروسية والهندية على موعد مع "آفاق واعدة" في المجال التقني العسكري لصنع الصواريخ، وتدريبات عسكرية مشتركة. صنع الصواريخ والعقاقير والتحاميل.. والشاطر يحمي حاله من الاثنين.