09 سبتمبر 2025

تسجيل

ويتكرر الفراق

13 ديسمبر 2020

ماذا دهاكِ يا سنين العمر.. لماذا أنتِ مسرعة كالرياح العاتية؟! تعود بي الذكريات إلى الخلف عدة سنوات عندما حان وقت فراق العروس، وعندما حان وقت زواج ابنتي البكر وأذكر أنني عشت التجربة بإحساس مزدوج بين الفرح والحزن؛ الفرح لستر رب العالمين والتوفيق لابنتي في زواجها. وحزن الفراق الصعب الذي دخل نفسي على فراقها بعد أن قضت معي سنين العمر الجميلة، وأوجدت في حياتي تجربة الأبوة الرائعة لقدومها للحياة والذي جعلني الأب المحب والعاشق لطفلته ولأخوتها من بعد ذلك، وأذكر أنني طلبت من أختها الصغيرة في ذاك الوقت ألا تكبر بسرعة، وتتركني هي الأخرى بفراق جديد لقطعة أخرى من روحي. ولكنها السنين المسرعة لا تتوقف أبداً، وهاهي تلوح من جديد بفراق متكرر شبيه بالفراق الذي سبقه.. آخر العنقود هذه المرة. هي العروس المفارقة.. من الطبيعي أنه لا شيء كالمرة الأولى، ولكنه فراق يتجدد بشكل مختلف؛ قد يكون أكثر صعوبة، فعندما كان الفراق الأول كانت أخت العروس صغيرة متواجدة بيننا مخففةً من وحشة الفراق، وبفراقها هي الأخرى يكون الفراغ؛ سنة الحياة التي لا مفر منها. وأستذكر في هذا الموقف أبياتاً جميلة للفنان الكبير عبدالرحمن المناعي من قصيدة يناجي فيها شقيقة سعد -رحمه الله- عندما تزوجت أولى بناته من ديوان "غنواي الشمالي ". 
يا بو محمد غادرت ضيفة الدار 
واستاحشت ذيك المجالس بعدها 
الزينة اللي جنها زهر نوار
يا جعل خيرة فالها في سعدها
 لا أتعبت قلب ولا داست أخطار 
ولا تسمع العوجة أبداً بردها 
ذيك البشوشة جالها حظها وطار
يا طير حوران ولا أقول ردها
يا بو محمد ارحلت شمعة الدار 
والبيت أظلم يا عضيدي بعدها. آخر الكلام لعل الحب يتجدد ويزداد مع الاحفاد ‏[email protected]