18 سبتمبر 2025

تسجيل

هل يفعلها اليمنيون ؟!

13 ديسمبر 2018

رغم اقتناعي الشخصي الكبير بأن كل ما يجري في محادثات السويد- اليمنية يصب في صالح السعودية في المقام الأول في إزاحة عبء الخسائر المالية والبشرية الضخمة التي تتكبدها منذ انطلاق ما سمتها الرياض بعاصفة الحزم في منتصف شهر مارس لعام 2015 على اليمن، إلا أني أتمنى فعلاً أن يتوصل فرقاء اليمن المتحاربان إلى اتفاق نهائي يمكن الإعلان بعده عن انتهاء الحرب الأهلية التي تم شنها بينهما بعد ان استفحلت حرب التحالف العربي الذي تقوده السعودية على بلادهم، وبالرغم أيضاً من أن هذا الإعلان الذي سيسعد السعوديين ليس لما تتمناه خيراً لهذا البلد الذي أنهكته في حربها الدموية ضد المدنيين فيه وإنما لأن هذا الصلح يمكنه فعلاً أن يوقف الاستنزاف المالي الضخم الذي صرفته الرياض على هذه الحرب بالإضافة إلى أن اتفاقية تبادل قوائم الأسرى التي تم تفعيلها بين ممثلي الوفد الحكومي ووفد الحوثيين ستتيح للرياض إعادة جنودها الذين تم أسرهم واعتقالهم من قبل الحوثيين الذين يستطيعون في كل مرة استهداف مركباتهم والتسلل لحدودهم ومعسكراتهم واصطياد جنودهم والاستيلاء على أسلحتهم بكل سهولة كما يظهر ذلك في مقاطع الفيديو التي يبثها الحوثيون على القنوات التلفزيونية التابعة لهم، فإن هذه المحادثات التي ترعاها ستوكهولم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تطمئن لها الإمارات المستفيد الأول من حرب التحالف على اليمن المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات استطاعت فيها قوات أبوظبي أن تحتل أراضى كثيرة من الجنوب اليمني ووقوع العاصمة الاقتصادية عدن في قبضتها وتحكمها بأهم المراكز الحيوية فيها بل وتشكيل عشرات المليشيات التي لم يعرفها المجتمع اليمني سابقاً لتقاتل باسم الإمارات وتقتل بني جلدتها من اليمنيين أنفسهم وزج أكثرهم في السجون السرية التي شكلتها قوات أبوظبي في عدن ناهيكم عن سياسة الاختطاف العشوائية والاغتيالات الممنهجة ضد كل من يخالف سياستها من أئمة المساجد أو محافظي المدن الذين يعلنون دعوتهم بطرد قوات الإمارات والسعودية من أراضيهم، ونجاح محادثات الصلح اليمنية المشتركة المعقودة اليوم برعاية الأمم المتحدة في السويد لا يمكن أن يجعل الإمارات سعيدة بكل هذا، فالصلح سيعني تطهير اليمن من أي قوات أجنبية تمثلها اليوم السعودية والإمارات، وفي حال تم تشكيل حكومة انتقالية تضم قوى السياسة اليمنية على اختلاف أحزابها وطوائفها من بينها الحوثيون ومن يدعمونهم فإن وجود قوات إماراتية وسعودية على أرض اليمن سيعد احتلالاً صريحاً يمكن بعده أن تتوافق هذه القوى ومن بينها حكومة اليمن الشرعية التي تدين بالولاء للسعودية باعتبار أنها حكومة تسكن في بلد حكومة السعودية في المطالبة بخروج قوات الرياض وأبوظبي من اليمن والاصطفاف بجانب الخيار الرسمي والشعبي في تنفيذ هذا المطلب الشرعي جداً بعد إتمام الصلح ببنوده المختلفة المتفق عليها. بقي لليمنيين الآن أن يجددوا همتهم في إقرار هذا الصلح رغم أن الجميع يتكلم باسم اليمن وشعب اليمن ولا يمكن تصديقهم طبعاً في هذا، فلكل مصلحته في هذا الصلح أو كما يقال انه يجب في هذا الشأن أن يسعوا لأن تتصالح مصالحهم التي يمكنها أن تجهض مصالح الإمارات التي تعدت على تاريخ وثروات بلادهم وحاولت أن تصنع تاريخا لها مما سرقته، فالشيء الوحيد الذي بات مصدقاً بعد كل ما حدث لهذا البلد العربي الأصيل أن الجميع بات يبحث عن أي جانب يمكنه من خلاله أن ينهل أكثر ويسرق قدر ما يشاء متجاهلين تماما تحذيرات المجتمع الدولي أن اليمن سيكون محل أكبر أزمة إنسانية عالمية في العصر الحديث وأن أكثر من 14 مليون يمني معرضون للمجاعة التي تودي إلى الموت المحتم، وأنا إن كنت سابقاً أراهن على حكمة اليمنيين كما ذكرهم بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في أحاديثه الصحيحة عنهم فإن هذه الحكمة تبدو منتهكة من قبل من سلّم البلاد والعباد لحكومة آل سعود في الرياض وحكومة آل نهيان في أبوظبي ولذا إن كان للسويد أن تنجح في شيء الآن فعليها أن تعلن سريعاً صلح فرقاء اليمن لصالح شعب اليمن وأطفاله فقط، دعواتكم لهم يا أهل الخير !. فاصلة أخيرة: استقرار اليمن هو استقرار للجزيرة العربية وما تعانيه الرياض هو من انتهاكها لحرمة اليمنيين [email protected]