17 سبتمبر 2025
تسجيلاختتمت يوم السبت الماضي الموافق العاشر من ديسمبر الحالي فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب بإقامة ملتقى الكُتّاب القطريين، هذا الملتقى الذي يقام لأول مرة على هامش معرض الكتاب، ومن المزمع عقده بشكل سنوي تزامنا مع إقامة معرض الدوحة للكتاب بناء على تصريحات سعادة وزير الثقافة والرياضة، الذي حضر الملتقى والتقى بنفسه بجميع الكتاب والأدباء والإعلاميين الذين حرصوا على تسجيل حضورهم الإيجابي في أول ملتقى رسمي لهم، حيث حرص سعادته على سماع جميع الملاحظات والانتقادات والملاحظات بصدر رحب وكان اهتمامه واضحا في تمديد فترة اللقاء؛ مما ساهم في طرح المزيد من الاقتراحات والأفكار من قبل الحضور. لست هنا بصدد الحديث عن هذه الفعالية وما دار فيها من تفاصيل، فالصحف والإعلام المحلي نقل هذا الملتقى بالشكل المطلوب، ولكني بصدد نقل أفكاري ورؤيتي الشخصية حول هذا الملتقى وخاصة أن هناك نية مباركة لأن يكون ملتقى سنويا، فلا بد أن نفكر معاً في أن يكون ملتقى (بناء) يخدم المشهد الثقافي القطري والخليجي في آن واحد، وكيف لا ونحن في قطر نساهم بشكل مباشر وغير مباشر مع الأخوة في دول الخليج في بناء وإعادة تشكيل المثقف الخليجي الواعي المشارك في نهضة وبناء مجتمعاته من خلال أدبه وحرفه وكلماته. لاحظت من خلال مداخلات الأخوة الكتاب المشاركين في الملتقى رغبتهم الكبيرة في تسهيل الدولة من خلال الوزارات المسؤولة عن ذلك، تنظيم وتنفيذ تجمع رسمي لهم، ولمست مدى الاستياء من بطء الإجراءات الخاصة بتكوين جمعية للكتاب القطريين، ولكن في ذات الوقت كم كنت أتمنى سماع إطلاق مبادرات ذاتية في تبني مثل هذه التجمعات، فنحن في مجتمع مرن وإن كانت هناك تحفظات في إقامة الجمعيات المهنية، فهناك مرونة في تبني المبادرات المجتمعية النافعة ذات الأهداف الواضحة، ولنا في المبادرات الشبابية خير مثال على ذلك، مثل هذه المبادرات يتبناها عدد من الشباب المؤمنين برسالتهم وأهدافهم، سعوا لإيصال أفكارهم للجهات الرسمية للحصول على مظلة وغطاء رسمي يساعدهم في الانطلاق وتحقيق الأهداف، وعليه فإن بمقدور الكتاب القطريين الراغبين في تكوين مثل هذا التجمع أن يبادروا في تبني مبادرة تجمعهم تحت سقف واحد تكون قناة لبلورة أفكارهم ورؤاهم ومشاريعهم المستقبلية. قطر تستحق الأفضل من أبنائها، بكافة قطاعاتهم ومجالاتهم، فنحن كمواطنين لابد أن تكون لدينا سمة المبادرة وعدم انتظار الجهات الرسمية لتقود هي قاطرة المبادرات، أتمنى حقاً أن ننتقل من التنظير إلى التنفيذ، وأن يشهد لقاء الكُتّاب الثاني في العام المقبل ولادة مبادرة جديدة تساهم في دعم المشهد الثقافي القطري.. والله من وراء القصد