17 سبتمبر 2025
تسجيلبعد هزيمتها في سباق الرئاسة الأخير لحزب كاديما(الذي يحظى بـــ38 معقداً في الكنيست مما جعله القائمة الأولى) أمام شاؤول موفاز وزير الحرب الصهيوني الأسبق، راجت أنباء عن اعتزام تسيبي ليفني(الرئيسة السابقة للحزب) باعتزال العمل السياسي، لكنها وقبل أسبوعين فاجأت الأوساط السياسية في إسرائيل بالعودة إلى الحلبة السياسية وبقوة كبيرة فقد قامت بتشكيل حزب جديد هو"حزب الحركة". سحبت معها 7 من نواب كاديما الذين وفقاً للتحليلات السياسية يحتلون مواقع متقدمة في تأييد الشارع الإسرائيلي لهم.ليفني التي كانت الشخصية الثانية في كاديما بعد إيهود أولمرت. وبعد استقالته(أو إقصائه) من منصبه أصبحت رئيسة للحزب إلى أن جاء موفاز وهزمها. حزب الحركة بزعامة ليفني قلب كل المعادلات السياسية الإسرائيلية وبخاصة استطلاعات الرأي السابق التي لم تتوقع قيامها بهذه الخطوة. استطلاعات الرأي الحالية في إسرائيل تمنح حزبها من 13-16 مقعداً. إذا ما صدقت هذه التوقعات تجعل منها إحدى القوى الرئيسية في إسرائيل. لقد استقطبت ليفني في حزبها: عمير بيريتس وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، الذي ترك مقعده على رأس القائمة(الأول) لحزب العمل ليحتل المركز الثالث في حزب الحركة. كما استقطبت الزعيم الأسبق لحزب العمل: عمرام متسناع مما يزيد من قوة حزب الحركة في الشارع الإسرائيلي.ليفني التي صرّحت منذ أسابيع بأنها: قدمت خدمات جنسية لإسرائيل مع عرب أثناء عملها في الموساد. تطرح نفسها كليبرالية إسرائيلية. لكنها في حقيقتها يمينية متطرفة، فلطالما تفاخرت في تصريحاتها ومن على منبر الكنيست، بأن الانتقادات الدولية لإسرائيل كانت متدنية أثناء تسلمها لمنصب وزيرة الخارجية. مع العلم أن الاستيطان كان على أشده في زمنها، وهي تنتقد نتنياهو وحكومته على إهمال ملف الصراع الفلسطيني العربي- الإسرائيلي لصالح الموضوع الاقتصادي في إسرائيل. ليفني وفي حملة حزبها الانتخابية طرحت الصراع باعتباره القضية المركزية بالنسبة لها، مما عزز انضمام بيريتس إليها بعد أن انشق عن حزب العمل في الساعات الأخيرة لتقديم اللوائح الانتخابية، الذي أعلن: أن خلافه مع رئيسة حزب ييحيموفييتش هو لرفض الأخيرة إعطاء أولوية لقضية الصراع. كنتنياهو.ليفني من الدبلوماسيين الإسرائيليين(الذين يقلون يوماً بعد يوم في إسرائيل) الذين يغطون قبضاتهم الحديدية بقفازات من حرير.هي مع دولة فلسطينية من خلال التفاوض مع السلطة الفلسطينية، ولكن دولة من دون القدس ومن دون عودة اللاجئين، ودون الانسحاب من كل مناطق 67، ومع إشراف إسرائيلي أمني عليها، فعملياً هذه القواسم الإسرائيلية المشتركة تُلغي الفواصل بين الأحزاب الإسرائيلية. لكن الدبلوماسية والتصريحات التي تبدو جميلة يتمسك البعض بها. وليس على شاكلة ليبرمان ونتنياهو في التصريحات.ليفني كانت في حزب الليكود مع نتنياهو وقد انشقت معه لصالح تشكيل حزب كاديما، وهي في حقيقتها صورية على عكس الوجه(تلبس قناعاً) الذي تبدو فيه.ليفني لم ترفض ما يسمى"بمبادرة السلام العربية" مباشرة وإنما رفضتها بطريقة غير مباشرة. من خلال تصريحٍ مشهور لها قالت فيه:"بأن في المبادرة نقاطا تستحق أن يجري نقاش حولها".ليفني لها بعد أيديولوجي ينطلق من:"أنه دون تسوية الصراع مع الفلسطينيين لا مستقبل لإسرائيل" ولذلك بالمقارنة مع كثيرين من الإسرائيليين. هي الأبعد نظراً، لكن ثوابتها ولاءاتها تنسف الحقوق الوطنية الفلسطينية من الجذور. بالتالي لا تتصور أن الشعب الفلسطيني بمعظمه لا يقبل بالحلول التي تطرحها للتسوية، وهذا يؤكد وحدة الصف الإسرائيلي فيما يتعلق بالتسوية مع الفلسطينيين والعرب.الاختلاف بين ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي لا تتجاوز الشكل. لأن المضمون يظل واحداً، من الضرورة بمكان الإشارة أنه وفقاً للعديدين من المحللين السياسيين اليهود والعرب في إسرائيل، فإن بوجود حزب ليفني في السباق الانتخابي الإسرائيلي. سيضطر تحالف حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا بزعامة نتنياهو-ليبرمان. إلى طرح موضوع الصراع مع الفلسطينيين والعرب. للإجابة على تساؤلات الإسرائيليين عن هذا الملف. من جهة أخرى فإن هذا التحالف لن يتجاوز الاشتراطات والأسس التي وضعها في الائتلاف السياسي الإسرائيلي الحكومي الحالي، ارتباطاً مع طبيعة هذا التحالف بين التطرف والأكثر تطرفاً. وأيضاً مع طبيعة التحولات الجارية في إسرائيل وهي تشي بنجاح الاتجاه الأكثر تطرفاً: اليمين المتطرف واليهودية الأصولية الشرقية (شاس) والغربية(حزب يهودات هاتوراة). لذا فوجود حزب ليفني في النتيجة لن يكون ذا قيمة في التأثير على الخط العام للسياسات الإسرائيلية القادمة. صحيح أن هذا الوجود أثر بقوة على الحراك الانتخابي الإسرائيلي وتبدل المعادلات. وتوقع تحقيق النتائج في الانتخابات المقرر لها أن تجري في 22 يناير القادم، لكن من حيث مضمون السياسات سوف لن يؤثر في شيء.يبقى القول: إنه في استطلاع أخير للرأي(نُشرت نتائجه بتاريخ 11 ديسمبر الحالي) شمل المئات من الإسرائيليين أجراه معهد "تيل سيكر" فإن اليمين واليمين المتطرف سيحققان 63 مقعداً وأن ما يسمى بأحزاب الوسط واليسار ستحوز على 57 مقعداً، بالطبع من بينها القوائم العربية الثلاث"القائمة الموحدة العربية للتغيير"وهي تضم الحركة الإسلامية وثلاثة أحزاب ستحصل على 4 مقاعد". الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" يتوقع أن تحصل على 4 مقاعد". الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة " 3 مقاعد".إسرائيل ستظل إسرائيل مهما مضى عليها الزمن، اليمين يزداد اتساعاً فيها بالشكلين: الطولي والعرضي، ولن تؤثر فيها عودة ليفني.