17 سبتمبر 2025
تسجيلالمتابع لأحداث الأقطار العربية التي ثار شبابها وشيوخها من أجل استعادة الكرامة والكبرياء والحقوق المنهوبة من قبل زمرة من الحكام طغوا وتجبروا وظنوا أنهم باقين في مناصبهم ما بقيت لهم حياة، وإن غادروها فإن نسلهم سيكون الوريث الذي لا ينافس، والحق أن ظنونهم قد خيبها فعل الشعب الداعي لرحيل تلك الأنظمة. (1) في اليمن تحقق للشعب الهدف الأول وهو أداء القسم الوزاري أمام رئيس الجمهورية بالنيابة السيد منصور وفي القصر الجمهوري الذي كان محرما دخوله على غير علي عبد الله صالح وحاشيته، هذه الوزارة الانتقالية برئاسة الأستاذ محمد باسندوة رغم كل الأحاديث السلبية والإيجابية حولها إلا أنها تمت. لكن السؤال إلى أي مدى سيستطيع أبو خالد باسندوة تحقيق أي إنجاز في خلال ثمانين يوما المتبقية في ولايته؟ هل ستكون مهمة وزارته إخراج الشباب الثائر من ميادين الحرية في كل أرجاء اليمن وردهم إلى مواقعهم قبل ثورتهم المظفرة ؟ هل مهمته تقف عند رد الوحدات والقطاعات العسكرية المنظمة إلى الثوار إلى ثكناتها تحت إمرة وزير الدفاع المعين من قبل "الرئيس المحصن" بطريقة أو أخرى؟ ماذا سيكون مصيرهم وما هو دورهم في حماية شباب الثورة وأهدافهم؟ أخشى أن يتحول الأستاذ باسندوة إلى رئيس وزراء اسمي لا يستطيع إنجاز أي عمل وفي هذه الحالة ينطبق عليه ما انطبق على المناضل إسماعيل هنية الذي جاء به "صلح مكة" إلى رئاسة وزارة الوفاق الوطني في فلسطين المحتلة لكنه لم يستطع إنجاز أي عمل لأن رئيس السلطة محمود عباس بيده مقاليد الأمور. كانت المسألة الأمنية في غزة من أهم القضايا وعلى رئيس الوزراء حل تلك المعضلة، لكنه كان بلا نفوذ فالأمن وقواته بيد دحلان ولا سلطان عليه، والتمويل بيد محمود عباس ولا سلطان عليه فلم يتحقق الأمن إلا بهروب دحلان ومرتزقته من غزة تحت فعل ثورة أمنية قادتها حركة حماس. في الشأن الخارجي لا سلطان للسيد هنية لأن وزارة الخارجية بيد الحزب الحاكم (فتح) الذي فشل في الانتخابات، والسفراء في الخارج بالضرورة يتلقون توجيهاتهم من محمود عباس ولا سلطان لرئيس الوزراء عليهم ولم يكن له رأي في تعيينهم أو تنقلاتهم. كانت وزارة المالية بيد فتح ولا يستطيع السيد هنية إصدار أي توجيهات مالية ولا سلطان له لتوظيف كوادر إدارية. إنه كان في ذلك الوقت رئيس وزراء بلا سلطات. اليوم نشاهد في اليمن ذات النموذج "في صلح مكة" الرئيس المناضل محمد باسندوة جاء نتيجة "لصلح الرياض" وشكلت له وزارة ولم يكن له الحق في اختيار وزرائه بل فرض عليه نصفهم وبيدهم الجيش والأمن بكل مكوناته رغم أن وزير الداخلية تم التوافق عليه لكن القوة الأمنية والعسكرية ما برحت بيد النظام المتساقط وكذلك المال وأهم مصادرة النفط ناهيك عن العلاقات الدولية فإنها بيد علي عبد الله صالح وحزبه. والسؤال هل الرئيس بالإنابة عبدربه منصور قادر على الخروج من تحت عباءة الحزب الحاكم ورئاسة علي عبد الله صالح أم هو تابع بالضرورة لرغباته وتوجيهاته؟ وهل سيخول السيد باسندوة بإدارة الدولة بعيدا عن مناكفة الحزب الحاكم؟ في مصر العربية قيل إن حزب النور اشترى أصوات الفقراء بكيلو لحمة وسكر وزيت وحفنة دولارات وحقق إنجازا في الانتخابات، اليوم في اليمن نصف الشعب تحت خط الفقر والمال كله بيد عبد الله صالح وأعوانه وأنه قادر على إفشال أي نجاح يتم في اليمن يقوده باسندوة أو غيره ما لم يكن من أنصاره، والمطلوب من قادة "صلح الرياض" أن يدركوا خطورة إبقاء المال بيد قادة النظام المتهاوي في صنعاء، علي عبد الله صالح له أتباع بحكم المصالح لا بحكم الوطنية وعلى ذلك سيكون قادرا على العبث باليمن من أجل تحقيق مصالحه ومصالح حاشيته ونار هذا العبث بالضرورة ستلحق بدول الجوار خاصة المملكة السعودية، ومطلوب من السعوديين المراهنة على الشعب اليمني لا على أي نظام يقوم هناك.. (2) في مصر ضجة كبرى حول نتائج الانتخابات الأولية والتي فاز فيها التيار الإسلامي، وتزايدت الضغوط على المجلس العسكري عربيا ودوليا، بعض العرب لا يريد أي نفوذ للإسلاميين وهدفهم إبعاد أي نجاح يقوده الإسلاميون كنجاحهم في تركيا لأن ذلك يكشف فسادهم، الغرب وأمريكا عينهم على حماية إسرائيل فلا يريدون من حولها أي نجاح للتيارات الإسلامية إلا إذا روضت لصالح أمن إسرائيل وتحقيق مصالح الغرب، الغرب وبعض الأنظمة العربية ترتجف من النجاح الذي يحققه التيار الإسلامي من المغرب وحتى القاهرة وكلهم يعملون لكبح جماح هذا التيار وتقدمه الصفوف. آخر القول: جربنا كل النظم الاشتراكية والرأسمالية والعبثية واللصوصية، دعونا نجرب الإسلاميين إلى أين يقودوننا.