12 سبتمبر 2025
تسجيلتتداول أخبار من هنا وهناك عن قرب حلحلة الأزمة المفتعلة ضد قطر، وأن أزمة جريمة خاشقجي الحالية والتي يمر فيها النظام السعودي هي من أجبرته على التقرب نحو هذا الحل الذي ما كان ليرد على أذهان دول الحصار لولا جريمة خاشقجي رحمه الله التي فتحت أبواب جهنم على ابن سلمان، ولفتت أنظار العالم لسياسته غير المتزنة في فرض حصار على قطر بالإضافة لحربه الدامية وغير المبررة في اليمن، مما يمكن أن يكون هذا قد دعا مستشاريه، ولابد أن للولايات المتحدة الأمريكية دوراً رئيساً في الاستعجال بحل هذه الأزمة قريباً، ومحاولة سد باب يمكن أن يخفف من الضغط الدولي المتفاقم على ابن سلمان بعد تحميله المسؤولية في تنفيذ مقربين له خنق وتقطيع الكاتب السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله مباشرة لقنصلية بلاده في اسطنبول وإذابة جثته ومحوها بالكامل بأحماض كيميائية شديدة الخطورة في بيت القنصل محمد العتيبي !، وإن صحت هذه الأخبار التي ما كنا لنتمناها لولا الأضرار الفادحة التي لحقت بالعائلات وأصحاب الأملاك والمصالح في دول الحصار فإننا أمام مفترق طرق خطير في إعادة بناء العلاقات من جديد مع هذه الدول التي أكاد أجزم بأنها خسرت ثقة ومحبة شعب قطر وكل من يقيم عليها، وهذا ما أؤكد أنه لا يمكن أن يحدث مادامت أنظمة السعودية والإمارات على رأس الحكم في دولها، لأننا نعلم أن أبوظبي كانت الرأس المدبر لهذا الحصار الجائر على قطر، وصاحبة التخطيط الخبيث في محاولة تنفيذ مخطط عسكري ضدها وقلب الحكم فيها والاستيلاء على ثرواتها وغازها ومقدراتها، بالإضافة إلى أن الرياض صاحبة العضلات في تنفيذ كل هذه الخطط الشيطانية التي لا تمت بصلة للجيرة والمصير المشترك الذي ظل الخليج الواحد يتغنى به أعواماً مديدة، ولذا سيكون من الصعوبة علينا أن ننسى أو حتى نتناسى كل هذا الفجور الذي تعدى مفهوم الخصومة بمعناه المعتاد، ونتقبل الأمر من الدائرة التي يمكن لأصحاب القرار أن يروا أبعاد هذا الصلح من خلالها، كما اننا واثقون بأن ساسة قطر هم الأحق باتخاذ قرار الصلح من عدمه، وهم الأقدر أيضاً على تقدير الخسائر المادية والمعنوية الهائلة التي تحملتها حكومة وشعب قطر ومن تضرر من هذا الحصار الجائر الذي لم يأتِ على حساب الأمور المادية فقط، بل تجاوز كل أعراف الدين والقيم وقطع كل وشائج الرحم بين العائلات المشتركة بيننا وبينهم للأسف. نعم لا اعتراض على ما تقره حكومتنا الأبية ومن عفا عنه سمو الشيخ تميم، عفونا نحن عنه، لكن ماذا بعد أن تُحل الأزمة سياسياً ؟!، كيف يمكن أن يمحو شعب قطر كل تلك الإساءات التي طالته في أرضه وعرضه ؟!، هل سيختفي ذاك الذباب وأولئك المرتزقة من عالمنا فلا يطول أحدهم عرضنا ولا أمهاتنا وآباءنا، والأهم من ذلك كله كرامة وأرض قطر ؟!، هل يستطيع الآلاف منا أن يرى حكومات هذه الدول بما يمكن أن يتطلبه الصلح معها ؟!، في هذا لا أستطيع أن أجزم أننا سنكون بتلك المقدرة على العفو والنسيان، فقد نعود كشعوب يرى فينا من يحبه فيهم لكن ماذا عن ابن زايد وابن سلمان وهما اللذان لن تتوقف أطماعهما ومخططاتهما وتفكيرهما ضد قطر التي ظهرت جلية لنا بعد الأزمة ؟!، كيف يمكن أن يأمن الفرد منا على نفسه وحريته إذا ما سافر لحاجة ما إلى السعودية او الإمارات وهم الذين لا تزال شعوبهم تهدد أهل قطر بالاعتقال والاستهداف بل إن الرياض لاتزال تعتقل جوراً أربعة قطريين دون تهمة في سجونها ولا يُعرف حتى الآن عن مصيرهم ؟!، ومع هذا فالأزمة يجب أن تُحل ليس لما يخدم ابن سلمان في تخفيف آثار مصيبته الحالية ولكن لأن قطر تريد هذا الحل لخدمة شعبها ومصالحهم المهدورة في هذه الدول، بالإضافة إلى أن هذا الخلاف قد زعزع من استقرار المنطقة وساعد على فتح ثغرات عميقة فيها، سهل على المتسلقين أن يتسللوا منها إلى نقاط ضعف دولنا الخليجية التي ساهمت كل من أبوظبي والرياض في تعزيزها للأسف. عموماً لربما يكون هذا حديث يستبق ما يُستبعد أو يقترب حدوثه فمن يدري ماذا يمكن أن يجري الآن أو غداً ؟!، ولكن ما يهمنا هو أن لا تُمس كرامة قطر بعد هذه الحلحلة التي يمكن أن تحل أجزاءً من المشكلة لكن لا يمكنها أن تحلها كلها، لأن ما عاشه شعب قطر بعد الخامس من يونيو من عام 2017 لا يمكن أن يُمحى بضغطة زر سحرية، ولكن يمكن أن نتجاوز ربعه ونداوي ربعه الآخر بينما سيظل النصف الآخر جرحاً مفتوحاً وسيكون دليلاً على غدر جاء في فجر يوم رمضان ونحن صيام تماماً كما أتت بيانات منتصف الليل تتهم كذباً وتثير الشعوب حقداً، لن ننسى !. فاصلة أخيرة: لا تخبرونا كيف ننسى.. فالأسى لا يُنتسى !. [email protected]