13 سبتمبر 2025

تسجيل

الشارقة تتنفس ثقافة

13 نوفمبر 2016

قدر لإمارة الشارقة حاكم مثقف اهتم بها من جميع النواحي وطورها، لكن الثقافة احتلت المرتبة الأولى عنده في بناء الإنسان ثقافيا قبل أي شي آخر، وبالتالي فإن أي نشاط يقام فيها يجد من النجاح الكثير؛ لأن الحاكم مؤمن بما يقدم لشعبه من ثقافة وفنون وآداب وصحة وتعليم، والعقل السليم في الجسم السليم، فكان البناء للإنسان سليما. ورغم أن الكثيرين راهنوا على خسارته عند تحويل الإمارة إلى مدينه ثقافية من منطلق أن "الثقافة لا تؤكل عيشا"، فإن بوجود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كان الوضع مختلفا بالشارقة. وقد حضرت جانبا من فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب كعادتي كل سنه منذ أن انطلق في دورته الأولى عام 1982 وحتى آخرها التي اختتمت يوم أمس، وأعرف كيف أن المعرض ثبت في بدايته ليكون في بداية شهر نوفمبر من كل عام وأن يفتتح المعارض التي تقام للكتاب وكبداية لها؛ ولم يتغير هذا الموعد أبدًا. كما أن حرص حاكم الشارقة على افتتاحه وحضور فعالياته لهو أمر أسهم في بناء أرضية خصبة له عند القارئ الزائر له. ولعل مبادرات سموه بدعم المعرض ماليا تشجيعا منه لدعم مكتبات الشارقة كانت تبرعا سخيا جدا، فهذا العام تبرع بمبلغ 4 ملايين درهم. ولعل الناشر يشتكي من عدم البيع بالمعرض -وهي اسطوانة مشروخة نسمعها في كل معارضنا منهم أينما ذهبوا- لكن ارتفاع مبيعات المعارض يعتمد على الزوار الذين يقصدون المعرض بشكل يومي، وتجدهم يخرجون منه محملين بالأكياس. كما أن الناشر الذي يأتي بـ50 كرتونة ويخرج بـ 5 منها أين ذهب بالباقي؟ ومع ذلك يشتكي من عدم البيع. إن الشارقة من البداية وضعت لنفسها مكانة ثقافية لم تحد عنها، فالفعاليات والبرامج التي تقام كلها تصب في رؤية الحاكم الثقافية للمدينة والزوار لها هم أيضًا أحبوا ذلك الأمر وتفاعلوا معه بحضورهم لتلك الفعاليات، ويعود نجاح المعرض إلى تلك الرؤية واختيار الإدارة بقيادة أحمد بن ركاض العامري، وهو أحد القيادات الإماراتية التي طورت المعرض بالبحث عن دور نشر جديدة تشارك فيه، فهناك دور لا تستطيع الحضور فكان المعرض يقدم لها الدعم بمنحها المكان والتسهيلات فوجدت لها مكانا فيه، كما أن الفعاليات الثقافية المصاحبة والتي فاقت طوال مدة المعرض 1600 فعالية قد تنوعت ما بين أمسية شعرية ومحاضرة وحفل توقيع وأنشطة أخرى، فكان المعرض تظاهرة ثقافية وليس سوقا لترويج الكتاب أو بيعه فقط.