17 سبتمبر 2025
تسجيلبعد بث مقالنا السابق تحت عنوان الكمبيوتر وعيون أطفالنا وما تتعرض له عيون الأبناء من أخطار كما هو واضح من العنوان كتب لى كثير من الأصدقاء والقراء عن فوائد الوسائل التكنولوجية الحديثة فى تسهيل المعرفة والبحث عن الحقائق العلمية بل وتسهيل نقل المعلومات والأخبار من خلال وسائل التواصل الإجتماعى مما يقرب بين الناس فى أنحاء المعمورة .. وفى الحقيقة فإننى لا أختلف معهم فيما ذهبوا إليه بل وأزيد أننى كتبت عدة مقالات عن فوائد الكمبيوتر بشكل عام ووسائل التواصل الإجتماعى على وجه الخصوص .. أنا لا أنكر هذه الفوائد ولكننى قلت أيضا فى المقال السابق أن لكل شئ فى الدنيا إيجابيات و له سلبيات أيضا .. واليوم أذكر القراء الأحباء بالقاعدة المعروفة منذ الأزل بأنه إذا زاد الشئ عن حده فإنه ينقلب إلى ضده .. وهذا ما ينشأ عنه الأضرار التى تناولناها فى مقالنا السابق . وفى مقالنا هذا نتناول الأمراض التى تنشأ عن " الإفراط " فى الجلوس أمام الكمبيوتر كما جاء فى الدراسات التى أجراها فريق من الأطباء بجامعة القاهرة بقيادة الدكتور محمود الشربينى أستاذ العناية المركزة بجامعة القاهرة والتى تتوافق تماما مع نتائج أبحاث جامعة " ساربروكين " الألمانية وجامعة " كيوتو " اليابانية .. ولعل أهمها : - آلام الظهر والفقرات خاصة إذا كانت الجلسة خاطئة حيث يقوم الشخص بالإنحناء للأمام طويلا . - تقوس العمود الفقرى مما يؤدى إلى التشوه على المدى الطويل . - تيبس فى الرقبة وفقدان مرونة الفقرات العنقية وحدوث آلام بها على فترات متقطعة تتطور بعد ذلك إلى آلام بصفة مستمرة . - حدوث شد فى الأكتاف وتشنجات فى الذراعين والتهابات فى أعصاب الرسغ وهو الأمر الذى قد ينتهى بتجلط دموى إذا إستمر لفترات طويلة . - ولا يقتصر الأمر على ذلك بل قد يؤدى إلى جلطة فى أوردة الساقين نتيجة عدم الحركة لساعات طوال لأن الدم العائد من الساقين إلى القلب لا يصل بسهولة وقد يؤدى ذلك أيضا إلى إنسداد الشريان الرئوى . - هشاشة العظام وإنحناء الظهر حيث أن أحد أهم عوامل قوة العظام هو حركة العضلات والجسم وهو الأمر الذى لا يمارسه الإنسان أثناء الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر . - كل ما سبق لا يختلف كثيرا عن تلك الدراسة اليابانية فى جامعة " طوكيو " والتى أثبتت أن من يجلس طويلا أمام الكمبيوتر يصاب بالصداع والقلق ويؤدى الأمر إلى حدوث أرق ليلا . - وأخيرا فإن الإفراط فى الجلوس أمام الكمبيوتر قد يتسبب فى سوء التغذية لأن تلك الفترات الطويلة تمنع الشخص من تناول الغذاء الصحى والمفيد والإعتماد على البدائل من مشروبات وأغذية غير طبيعية وهو الأمر الذى يؤدى كذلك إلى البدانة .. يعنى بدانة مع سوء تغذية . وإذا كنا قد تناولنا الأمر من الزاوية الطبية بناء على رأى الأطباء والدراسات الطبية فلا يجب أن نغفل الجانب الإجتماعى والأسرى التى ولابد أن يتأثر وتضعف العلاقات أو تتفسخ .. فى الوقت الذى يكون الفرد نفسه عرضة للإنطواء نتيجة بعده عن الناس . حسنا ما هو الحل ؟ الحل ببساطة شديدة يكمن فى عدم " الإفراط " فى الجلوس أمام الكمبيوتر مع مراعاة النقاط التالية : - تنظيم الوقت بحيث تكون فترات الجلوس غير متواصلة ومغادرة المكان والمشى لعدة دقائق . - الجلوس بشكل مستقيم من أجل إزالة الثقل عن الرقبة وعضلات الكتفين . - تدليك الذراعين من المعصم حتى المرفق من وقت لآخر . - عمل بعض التمرينات العضلية لسائر أعضاء الجسم والتنفس بعمق على أن يتم ذلك كل ساعة تقريبا . - النظر من الزاوية الأفضل للعين من 15 إلى 30 درجة بإتجاه الأسفل للتخفيف من قوة الضغط الواقعة على عضلات الرقبة كما جاء فى مقالنا السابق . - تدريب العين على النظر إلى الأشياء البعيدة كل مدة حتى لا تضعف عضلة العين وعدستها . وأخيرا فإننى أهدى القراء الأحباء هذه النصيحة التى قرأتها فى أحد كتب الدكتور عز الدين الدنشارى عن أن نبات الصبار يقلل من الموجات المغناطيسية الكهربائية المنبعثة من أجهزة الكمبيوتر.. ويمكن وضع إصيص الصبار بجوار شاشة الكمبيوتر أو قريب منها ويجب مراعاة تنظيف النبات من وقت لآخر ويمكننا أن نستخدم الرشاشة فى هذا . وفى النهاية فإننى أكرر طلبى بالإعتدال وعدم " الإفراط " فى إستخدام الكمبيوتر مذكراً القراء الأعزاء بأن أى شئ يزيد عن حده ينقلب إلى ضده .. وهذا مبدأ معروف لكافة الناس صغارا وكبارا فى كل الدنيا .. إذن نحن نقر بفوائد الكمبيوتر العلمية والإجتماعية ولا ينكرها إلا جاحد ولكن بشرط أن يكون ذلك بإعتدال . وقبل أن أختتم مقالى الذى حاولت أن أذكر فيه أكبر قدر من المعلومات العلمية والطبية والتى أرجو أن تروق لكم أعزائى القراء فإننى أود أن أؤكد على أن الأطفال يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذه الأعراض لأن أعضاء أجسادهم تكون ضعيفة ورقيقة ومن السهل أن تتأثر بالعوامل الخارجية وفى نفس الوقت فإنهم – أى الأطفال – لا يشعرون بمرور الوقت لعدم كفاية إدراكهم . ومن البديهى أن ما ذكرناه بشأن الكمبيوتر فإننا وإن كنا نعنى به أساسا الكمبيوتر الثابت فإن ذلك أيضا ينطبق على الأنواع الأخرى المتحركة مثل " اللاب توب " و " التابلت " وكذلك الهواتف الذكية خاصة فيما يتعلق بالعيون والرقبة . وإلى لقاء جديد ومقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين