17 سبتمبر 2025
تسجيلفي خطاب راق متسم بالشفافية والصراحة المعهودة من سمو أمير البلاد المفدى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني – حفظه الله – بدأ به الانعقاد الجديد لمجلس الشورى، جاء هذا الخطاب ليمس وجدان كل مواطن ومقيم على هذه الأرض المعطاء لما فيه من نظرة مستقبلية ثاقبة تعكس عمق تفكير سموه الكريم وحكمته في وزن الأمور وقدرته على استشفاف المستقبل واستشراقه، وإعطاء الأمل بغد مشرق لقطر وأبنائها الذين عاهدوا سموه على الولاء والطاعة وتحمل المسؤولية في خدمة الوطن، كما شمل ذلك الخطاب النظرة الاستراتيجية لبناء قطر ومعالم المستقبل فيها، اقتصادياً وسياسياً، وكيف يتم انتقالها إلى مصاف الدول الفاعلة في العالم، رغم أنها صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في إنجازاتها، ولم يقتصر فقط على تعديد ما وجد من إنجازات. إن ما جاء في خطاب سموه المفدى ما هو إلا اعتمال لما فيه داخله من أمل في تطوير قطر وإيجاد خطط طموحة ومشاريع تنموية يشارك فيها المواطن بجهده وعلمه كونه الأساس في التنمية، وحث سموه على أن يدرك هذا المواطن وخاصة بعد زيادة الرواتب، أن هذه الزيادة ليست مدعاة للكسل والاستهلاك غير الرشيد، وما قد يعتبره زيادة سهلة دون جهد، ولكن أن يعمل على الأداء الجيد والإتقان في العمل، وكما قال سموه إن المطلوب من الوزارات التأكيد على ثقافة العمل والإنتاج، مقابل خطر انتشار ثقافة الكسل والاستهلاك. نعم من هنا لابد من الجهات المعنية أن تأخذ هذا القول على محمل الجد والعمل على أن يكون كل موظف قادراً على العطاء والعمل، بحيث يؤدي ما يوكل إليه بكل إتقان وإحساس بأهمية ما يقوم به وألا يتكل على الغير في أداء عمله، كما هو الحادث عند بعض موظفي الدولة الذين لا هم لهم إلا إرتشاف فناجين القهوة والشاي وقراءة الصحف وملاحقة عيوب الناس، والنظر إلى الوظيفة على أنها مجرد وسيلة لكسب المال، وأن تكون هناك مراقبة ومحاسبة بحيث يكافأ المجتهد، ويحاسب المقصر كل على عمله، وألا نجامل أحداً، كما أكد سموه على ذلك بقوله "إن مستقبل قطر مرتبط باعتبار أخلاق العمل والإنتاج والإتقان جزءاً من قيمنا ولا يتم ذلك بالوعظ والنصيحة فقط، ولكن بالمحاسبة والمراقبة وتقديم التقارير الحقيقية التي لا تحمل الواقع بل تطرحه بدقة وأمانة لكي تتم معالجته، ولأهمية هذا المواطن جاء إعلان سموه المفدى بأن انتخابات مجلس الشورى ستكون في عام 2013م، حيث ستعمل على إشراك الإنسان القطري في صنع القرار كونه شريكاً في التنمية وهو القادر على إدراك ما يعنيه مستقبل قطر، وبناؤه للأجيال القادمة التي لابد أن ترسخ في أذهانها أهمية العلم والثقافة وبناء المجتمع والإتقان في العمل، ووضع كل إنسان في مكانه المناسب، بحيث يتحمل مسؤولية ما يقوم به. إننا نحمد الله عز وجل أن أنعم علينا بهذا القائد الذي يضع أولويات شعبه نصب عينيه، ويشعر أن الحاكم لابد أن يصلح لشعبه ويوفر له كل الأمور التي تجعله يعيش في عزة وكرامة بعيداً عن كل ما ينغص حياته، وقال في خطابه ما يثبت هذا الكلام "وما زلنا نفضل أن تقوم الأنظمة بالإصلاح، وأن تقود هي عملية التحول، بدلاً من أن تنتفض الشعوب". حفظ الله أميرنا المفدى، ودامت قطر حرَّة أبيَّة.