خروف وماعز تلال كتارا!

* تتميز الدول بثقافتها وحضارتها وتاريخها وشعوبها، وتتميز دول عن أخرى بالتقدم في البنى التحتية وتقدمها في المجالات الصحية والعلمية والثقافية، ويواكب ذلك كله تحت مظلة دبلوماسية وقوة ناعمة بسياسة دولة تتحرك بما يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية، وبما يحقق لها الأمن والأمان..والحضور الدولي المشرف. * عند زيارة دولة لأول مرة، فأول برنامج زيارة سياحي يكون للمتاحف والأماكن الأثرية، وهو ما يحصل في أول زيارة لمصر بزيارة الأهرامات وأبو الهول أو العقبة في الأردن والمتاحف في تركيا أو مدينة نيويورك أو فرنسا ولندن وغيرها من عواصم ومدن عربية وعالمية، فالمتاحف تنقل في زاوية محددة تاريخ وثقافة الدولة، وتستعرض، على لوحات وجدار، ثقافة وتاريخا حقيقيا دونته السنوات لأجيال أفنت عمرها في عمل، وفي بحر، وفي رحلات طلب رزق، وأفنت أرواحها فداء لأرض الوطن.. المتاحف مرآة وتعريف أو بانوراما يستعرض خلالها قصصا وحكايات وتاريخا لأجيال قادمة وسياح وزوار تتعرف على تاريخ الدولة، وثقافتها وفنونها. * وقد تحرص بعض المتاحف في دول العالم على اقتناء تحف ولوحات نادرة، ومجلدات ووثائق قديمة أصلية لتعرضها في متاحفها والتي يعني وجودها قيمة مادية ومعنوية للمتاحف وتجعلها وجهة سياحية مهمة للمهتمين. وهو ما حرص عليه المتحف الإسلامي في قطر. * منذ أيام شاهدت مقابلة لمدير العلاقات العامة للحي الثقافي في كتارا واستعرض أهم الفعاليات التي ستتزامن مع كأس العالم واحتفالات الدولة باليوم الوطني..انتظرت أن يذكر ما يميز الحدث بفعاليات وأعمال مميزة من متحف يعنى بثقافتنا الإسلامية والمحلية.. إلا انه ركز على الحرفة التقليدية السدو وغيرها، وعلى المحامل البحرية، وعلى الحفلات الغنائية والفرق الأرجنتينية وغيرها وعلى حفلات مطربين ومطربات من دول عربية ! * وأيضا الحي الثقافي كتارا كشف على تلاله الخضراء بالتعاون مع متاحف قطر عن العمل الفني لتماثيل عبارة عن خروف وماعز ونعجة "التسعينيات، العشرينيات" للفنان الفرنسي فرانسوا كزافييه لالان ‬⁩ بالتعاون مع متاحف قطر! * ما الإبداع والجذب والتميز في فعاليات الحي الثقافي كتارا أو وزارة الثقافة ولجنة المشاريع والإرث خلال هذا الحدث الرياضي المهم كأس العالم !؟ أين اهتمام وتكاتف الجهود بينهم ومتاحف قطر بإقامة متحف فخم ومعرض لتاريخنا الإسلامي ورسالته السامية، والاهتمام بتاريخنا العربي بالتعاون مع سفارات الدول في قطر؟ ما الإبداع في هذه التماثيل لخرفان وماعز ونعجة والتي سبق الحي الثقافي استعراض الخراف والماعز في فعاليات حلال قطر !؟ * آخر جرة قلم: كنا نسمع عن عقدة الأجنبي، ونشاهدها في مسلسل ⁧المبدع الفنان غانم السليطي والفنان الراحل عبدالعزيز جاسم رحمه الله.. مسلسل فايز التوش وكأن الأجنبي بلغته أو جنسيته الأجنبية يأتي بالخوارق والإبداع والتمييز! يأتي بأعمال خارج المألوف ! وإبداع لم يسبقه غيره! عقدة الجنسية الأجنبية وارتباطها في بعض الأذهان بأنها العبقرية والمتميزة لتمنح الفرصة والحضور والمزايا …وإن جئنا للحقيقة والواقع عمل هذا الفنان تحت العادي دون إبداع وفكرة ! إلا انه يجد ويحصل على الاهتمام فقط لأنه فرنسي، ووجد الفرصة في بلدنا.. التي تنسى مبدعيها في مجالات كثيرة !