02 أكتوبر 2025
تسجيلرغب أحد أصدقائي - وهو موظف حكومي - بالدخول في عالم الأعمال، فبدأ بقطاع البناء والمقاولات، ولكنه مُني بخسارة، ثم حاول الدخول في بيع السيارات، وخسر أيضاً، ثم في ألعاب الأطفال، ولم يفلح، واستمر حتى وصل إلى ثمانية مشاريع خاسرة. حاول دراسة أسباب خسارة المشاريع، فوجد أن السبب الرئيسي هو عدم تفرغه - بسبب انشغاله في وظيفته الطويلة - فلا يستطيع تخصيص وقت كافٍ لإدارة المشاريع بشكل جيد. فقرر أن يتوقف عن المحاولة ويصب تركيزه في وظيفته، ويجمع المال الكافي لإنشاء مشروع عندما يحين الوقت المناسب مستقبلاً. في المقابل، صديق آخر افتتح متجراً لبيع أجهزة الجوال واكسسواراتها، وبعد مرور سنتين من الخسائر، تعرض صديقي لاختلاس من قبل الموظف الذي كان يدير المتجر، فطرده وعين شخصاً آخر مكانه، وبعد فترة وجد أن ذلك الموظف لا يدير المتجر بشكل ناجح، فطرد الموظف وعين شخصاً ثالثاً، ولا يزال يتعرض للخسائر منذ أكثر من عشر سنوات، وكلما تحدثت مع صديقي عن المتجر وجدواه، فهو يتحدث عنه بكل حماس، وأنه على أعتاب تجاوز هذه المرحلة، وسيأتي اليوم الذي سيحقق أرباحاً وسيحقق حلمه، ولكن تمضي الشهور والسنين، وهو لا يزال كما هو. الكثير منا لديه أهداف ومشاريع يشغل بها وقته الثمين ويقضي فيها جزءاً من حياته القصيرة ليحاول تحقيقها، ولكن كما يقول بعض الخبراء: "من المهم أن يكون لديك قائمة بالمهام والأهداف التي ستقوم بها، ولكن الأهم أن يكون لديك قائمة بالمهام والأهداف التي ستتخلى عنها ولن تقوم بها". إن اتخاذ قرار الانسحاب والتخلي عن هدف، أو تأجيله لظروف لاحقه -قد تأتي وقد لا تأتي-، يحتاج لقرار حازم وتقييم واقعي للموقف والظروف. فتبنّي الأفكار والأهداف والمشاريع صعب، ولكن الانسحاب منها أصعب. @khalid606