11 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس قال: إنه مصاب بفيروس كورونا الذي ظل شهوراً يعتبره مؤامرة كيدية من الصين التي ستلقى حسابها العسير بسبب تفشي هذا الوباء الذي حصد ما يزيد على مليون حياة بشرية وأصاب الملايين كذلك!. اليوم يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه شُفي من هذا الفيروس بعد أن استدعت الحاجة إلى نقله إلى المستشفى ومكث فيه يوماً واحداً قبل أن يعود إلى مقر حكمه في البيت الأبيض، ويتلقى علاجاته المنتظمة هناك، ويصرح بعدها بأنه إلى جانب تعافيه من هذا الفيروس فقد امتلك مناعة طبيعية وقوية ضد الإصابة به مجددا، وأنه لم يشعر بهذه الصحة منذ 20 سنة كما يشعر بها الآن، داعياً جموع الأمريكيين والعالم ككل إلى عدم التخوف من فيروس كورونا، وأنه أمر تافه يمكن التغلب عليه بفضل المناعة والعلاج الذي توفر في أمريكا، ونال الرئيس حصته منه مضمناً كلامه دعوة الشعب الأمريكي إلى إعادة انتخابه، لأن في عهده استطاعت الولايات المتحدة والبشرية أن تلقى علاجاً ناجعاً لهذا الوباء الخطير وبصفته ملهم الأطباء والباحثين في المختبرات الأمريكية للتوصل إلى علاج أو لقاح له وإنقاذ ملايين المرضى من خطر الموت!. أنا أدرك تماما أن ترامب هو أغرب رئيس أمريكي في تاريخ الرؤساء الذين حكموا ردهات وغرف البيت الأبيض، وأدرك أيضا أن رغبته في أن يكون رئيسا لفترة رئاسية ثانية تمتد لأربع سنوات أخرى هو مطلب شرعي له باعتبار أن من سبقه من خصومه من (الرؤساء الديمقراطيين) نالوا حصصهم الكاملة من الحكم لثمانية أعوام متتالية بكل سلاسة ويسر، لكني على يقين بأن كثيرا من الأمريكيين يرون بأن ترامب جعل من أمريكا العظمى مرتبة ثانية وثالثة وأن الإنجاز الوحيد لها في احتلال المركز الأول عالميا هو في عدد الإصابات بفيروس كورونا، وهذا المركز فضح هشاشة القدرة والإمكانيات الطبية الأمريكية في مواجهة الأوبئة والأمراض التي تطرأ في العالم لدرجة أنها باتت في عوز وحاجة للأدوات الطبية الوقائية مثل القفازات والكمامات والمعقمات وتستقبل مثل هذه (المساعدات) من دول صديقة وغير صديقة، باعتبار أن أمريكا قبلت مساعدة الصين لها بإمدادها بما تحتاجه من هذه الأدوات رغم الانتقادات الصريحة والقاسية التي تخرج من فم ترامب ضدها، والاتهامات التي يوجهها الرئيس الأمريكي لـ ( بكين ) في أنها أضرت بالعالم ككل من خلال (سلاح كورونا)، التي قضت به على اقتصاد معظم الدول وقلب استقرار الكرة الأرضية بينما تسبب بوفاة الكثيرين وكان له تأثير مباشر في شل صور الحياة في كثير من الدول والمجتمعات، وأن كل ما فعلته الصين كان أمرا متعمدا يجب أن تُحاسب عليه، ومع هذا يبدو أن قلب بكين كان أكثر رحمة من قلب ترامب، فبعد أن مدت يدها بالمعونات الطبية لم ينس الرئيس الصيني شي جين بينغ أن يرسل بأمنياته الطيبة لترامب بأن يتماثل للشفاء سريعا، وهذا ما حدث فعلا حينما غادر ترامب البيت الأبيض ماشيا على قدميه مرتديا كمامته التي لطالما لم يعترف بفضلها أو دورها في الوقاية من العدوى بالفيروس. وبعدها تناقضت التصريحات حول حالته الصحية، ليتفاجأ الوسط السياسي بأن ترامب يسير بنفس القدمين نحو مكتبه البيضاوي لا يشكو علة ولعل خوفه من أن يصل الكرسي إلى رئيسة مجلس النواب نانسي باتريسيا بيلوسي باعتبار أن التسلسل كان يقضي بتولي بيلوسي الحكم بالإنابة في حال ثبتت إصابة نائب الرئيس أيضا بالفيروس، ولذا يبدو خوف ترامب كان العلاج الرئيسي الذي أفضى به متعافيا ولم يصرح به خشية أن يصفه الأمريكيون بالمرتاب وغير الواثق بنفسه، ومع قرب انتهاء المعركة الرئاسية في البيت الأبيض خلال أقل من شهر سنرى إن كان ترامب سيخرج بنفس الثقة التي خرج بها من عدوى كورونا، أم أن سنواته الـ 74 ستظهر على محياه جلياً وما لم تفعله كورونا في ترامب ستفعله الهزيمة على حكم أمريكا لأربع سنوات أخرى بلا شك.. لننتظر !. ابتســــام آل سعــــــد @[email protected] @ebtesam777