23 سبتمبر 2025

تسجيل

الجمال الوهمي .. وجحر الضب

13 أكتوبر 2019

لم أتعرف على ملامحها إلا حينما اقتربت مني وحادثتني من صوتها تبينت معرفتي بها، ولكن بملامح تختلف، اختفت معها تعاريج الزمن، وفقدت معها جمالها الرباني الذي ميزها الله به عن غيرها، تتحدث بصعوبة، كما هو عدم القدرة في التمييز بين الاختلاف في الشفاه ما بين خلقة الله وما بين المصطنع جميعها بارزة ومنتفخة خاصة العلوية اتخذت خطاً واحداً في المناسبات تتضح الصورة، ما الذي حدث ! وماذا نرى ! في الأفراح والأحزان وجوه واحدة متكررة ومتشابهة بملامحها المستنسخة، وبصورة قبيحة، وكأنها تعرضت لآليات الاستنساخ في قالب واحد في الأنف والشفاه والعيون والخدود البارزة، لتتحدى قدرة الله في الاختلاف الذي ميز كل إنسان بملامحه وطبيعته وجماله، ولكنهم اتبعوا الشيطان كما ذكر في قوله تعالى : {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:)، شد الوجه والبطن وتكبير الصدر والشفاه والأرداف وإزالة التجاعيد وأخيرا وضع الغمازات وغيرها من هوس النساء. كارثة حلت بنساء المجتمع بمختلف الأعمار، والتي أصبحت حديث المجتمع ما بين الاستنكار والاستهجان ، والمؤلم حين يتعدى هذا الهوس فتيات صغار لم يتجاوزن الثامنة عشرة فيفقدن نضارتهن الشبابية بشفاه علوية بارزة وملفتة في قالب متشابه، فهل هي نتيجة عدم ثقة بالنفس !أم تمرد على خلق الله ! أم جنون الترف المادي ! يرافقه الفراغ العقلي والفكري والإيماني، أم هوس التقليد الأعمى المنتشر في المجتمع والذي تصدق فيه نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم " لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم " ! ليصبح هوس التجميل " نيولك " ثقافة المجتمع النسائي اليوم، ويتخذ صفة الكارثة والجرم ، بسبب المواد الضارة السامة المستخدمة في النفخ كحقن البوتكس والكولاجين لتغيير خلق الله في ملامح الوجه للتشبه بالآخر من المشاهير في الوسط الفني والذي انتشر بصورة سريعة في مجتمعنا بين النساء والفتيات وتجاوز فئة الشباب لتغيير ملامحه لإخفاء معالم السن المتقدم ومعه زادت العيادات والمراكز التجارية التجميلية المرخصة وغير المرخصة والوهمية وارتفعت أسعارها دون ضوابط ولا رقابة من الجهات المسئولة، وأصبحت تتكاثر كتكاثر الأمراض السرطانية بدءا بالوجوه وتغييرها وانتهاء بالمعدة وقصها بالرغم من آثارهما السيئة التي تصل إلى الوفاة، لأنها وجدت أمامها عقولا تافهة تعتقد أن مشرط الجراح المخادع المؤقت سيعود بها إلى زمن الشباب والنضارة، ولكنها لا تستطيع خداع الآخرين، وسخرية واستهزاء الآخرين بها جراء الجمال المصطنع والمشوه، ولا تستطيع العودة للوراء ، فالزمن المتقدم يقضي على الجمال الربانيّ، فكيف بالجمال المصطنع !! كيف بمن ابتلاه الله بتشوهات خلقية وعاهات مستديمة كفقدان البصر والنطق والسمع !! كيف بمن تشوّه وجهه نتيجة حادث أو حريق !! أين شكر الله على نعمة الصحة والجمال حتى نلقيهما في جحيم هوس التجميل !! فأين ما تصنعه يد الإنسان من تشويه من قوله تعالى؛ ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) وأين نحن من قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث) لكنها ثقافة الكثير الذين يلهثون وراء الشيطان بالركض خلف صرعات التشويه والتغيير من خلال التأثير بالإعلانات التسويقية الماديّة المروجة من قبل أهل الاختصاص ، والبرامج الإعلانية الفضائية المصطنعة بالإغراءات الكاذبة الخادعة بذكر المعجزات التي يثمرها مبضع الجراح التجميلي ونتائجها المبهرة. مهما حاولنا التغيير في الشكل الخارجي لنبدو صغارا ، فإن عوامل الزمن تلمس بخطوطها كل جزء من أجسادنا لتعلن عن أعمارنا أمام الآخرين. ندرك أن الاهتمام بالجمال ثقافة دون تعدي الحدود بتشويه الجمال الرباني، وهو مطلب كل امرأة، وكل إنسان، إن الله جميل يحب الجمال قاعدة ثابتة نكررها، ولكننا لا ندرك كيف نخر هذا الهوس الشيطاني في تغيير خلق الله العقول النسائية التي لها ثقلها الفكري والثقافي والعلمي في المجتمع، واللاتي من المفترض أن يكن قدوة، وأن يدركن أن هذا الهوس هو منفذ من منافذ الشيطان الذي دخلت من خلاله. دون إدراك حرمته ودون التمعن بما قاله سبحانه في كتابه الكريم بقوله تعالى: (وَلأُمَنِيَنَّهُم وَلآمُرَنٌّهُم فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنعَامِ وَلآمُرَنَّهُم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيطَانَ وَلِياًّ مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَد خَسِرَ خُسرَاناً مبِيناً * يَعِدُهُم وَيُمَنِّيهِم وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيطَانُ إِلاَّ غُرُوراً) مصطلحات طبية غزت العقول النسائية في المجتمع، شفط، وتنفيخ، وتصغير وتكسير ونحت وحقن سامة وعمليات جراحية، وكأنها تدخل ورشة متكاملة لصناعة جسد جديد ووجه جديد، دون إدراك العواقب المادية والجسدية والنفسية والمعنوية، حين يتحول قالب التجميل إلى قالب التشويه، ولنا في ما حدث للمشاهير والفنانات من تشوهات وكوارث صحية وجسدية عبرة ، فهل نعتبر!.   [email protected]