25 أكتوبر 2025

تسجيل

المشهد الأخير

13 أكتوبر 2019

  في الرابع عشر من أكتوبر من العام الماضي والذي يصادف يوم الغد، توفي الفنان القدير عبدالعزيز جاسم ، وبعد ذلك بثلاثة أيام كان المشهد الأخير في مقبرة مسيمير لفصول حياة فنان كبير ودعته قطر بجنازة مهيبة، تقدمها حشد كبير من رجال الثقافة والفن؛ جاء بعضهم من خارج الدولة. لقطات متعددة في ذهني شكلت ومهدت للمشهد الأخير، الذي شاءت إرادة المولى القدير أن ينتهي مشوار فناننا الكبير عبدالعزيز جاسم بعيداً عن أرض الوطن، ويعود إليها في تابوت!. لقطات تجمعت على مدى عدة سنوات، كان أولها تعبه المفاجئ على المسرح أثناء الحفل الختامي لمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون. أذكر أنني حينها تركت الصالة وتوجهت لكواليس المسرح لأجده مسجى على إحدى الكنبات مع صعوبة في التنفس، لينقل مباشرةً لمستشفى السلمانية، ويعود بعدها للدوحة ويبدأ مشوار المراحل الصعبة من العمليات الجراحية والتنقل بين لندن وأمريكا ومستشفيات الدوحة. لم يمنعه كل التعب ولا كل هذه المعاناة من القيام بدوره تجاه وطنه وبلده ،حتى في أصعب الظروف أبى إلا أن يقدم لديرة العز عمله الأخير «ديرة العز»، لأكثر من شهر يطرح قضية وطنه وأزمة الحصار الجائر ممسرحة بطريقته الخاصة. مشوار طويل من الإبداع في الدراما التلفزيونية، ابتداء من فايز التوش والدراما الإذاعية والأعمال المسرحية والدور الكبير في الإنتاج المسرحي وتقديم الوجوه الجديدة والأخذ بيدها للانضمام لكوكبة الفنانين في الوطن، ومشاركاً ومنتشراً بشكل مؤثر خليجياً ممثلاً لبلده في تلك المحافل والتألق فيها. بالأمس كان للفنان الكبير ما يستحقه من تقدير من الجميع كبيراً وصغيراً، كان المشهد الأخير حزيناً على فراق عبدالعزيز جاسم. رحمك الله يا بوسعود وغفر لك، رحل جسدك وستبقى أعمالك في ذاكرة الوطن الفنية والثقافية. ◄ آخر الكلام: اترك أثراً طيباً يخلد ذكراك بما آتاك الله من وسيلة، فغداً يكون الرحيل! ◄ تنويه: أحدث صباح الأحد (قهر الرجال) ردود أفعال كثيرة ، ومس المقال فئات كثيرة ، وتواصل معي العديد من القراء بتعليقات حول الموضوع، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على أن صباح الأحد استطاع مرة أخرى ملامسة أحد أوجاع المجتمع. فشكراً لكل من تفاعل ومن بينهم الفنان الكبير غانم السليطي والذي افكر في أن يكون المقال إحدى حلقات عمله الجديد. تمنياتي لك بالتوفيق يا بوفيصل. Alkuwarim @hotmail.com