الخريجون والتقطير

بالأمس القريب احتفل بتخريج دفعة جديدة من الطلاب والطالبات تشرفوا بتكريم صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وسمو حرم صاحب السمو الأمير الشيخة جواهر، والذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف ومائتين وثلاثة وعشرين طالبا وطالبة، سوف يكونون ممن يعتمد عليهم الوطن في تكملة مشوار البناء والازدهار بعد ما وفر لهم البيئة التعليمية المناسبة التي أهلتهم لذلك. ولقد كانت وما زالت الفرحة تغرد في قلوب أهالي الخريجين الذين ينتظرون بفارغ الصبر هذا الحدث ليشاركوا في تنمية وطنهم، ولقد جسدت الجامعة كما قال الدكتور حسن الدرهم رئيس الجامعة توجيهات سمو الأمير المفدى التي ذكرها في كلمته في اجتماع مجلس الشورى (أن الإنسان هو موضوع خطط التنمية ومحورها) من خلال إعداد هؤلاء الخريجين للعمل والجد ويكونون أنفسهم ومستقبلهم من خلال وظائف يطمحون إلى العمل بها. نعم هناك الآلاف ممن تخرجوا هذا العام وما قبل والسنوات الماضية ينتظرون تلك الوظائف بكل شغف وينتظرون أمام وزارة التنمية لعلهم يحظون بفرصة للعمل أو يتصفحون الصحف اليومية عسى أعينهم تقع على إعلان فيه وظيفة تناسب تخصصهم، وإذ بهم يتفاجأون بشروط تعجيزية يضعها الإعلان للقبول في الوظيفة !! نعم إنهم أبناء هذا الوطن الذي انفق الكثير في تعليمهم وتأهيلهم ودورهم الآن خدمته فهل لن تتاح لهم الفرصة ولن يجدوا مجالاً لوظيفة تؤمن مستقبلهم؟ لماذا توضع تلك الشروط التعجيزية لطالبي الوظيفة المتخرجين حديثا ؟ ولماذا شرط الخبرة ولسنوات عديدة تصل لخمس سنوات وأكثر؟ من أين ستأتي الخبرة من خريج حديث قد أخذ أساسيات المهنة ويحتاج لخبرة وللعمل في المجال حتى يطبق ما تحصل عليه من علم ؟ كل من يعمل الآن قد دخل مجال العمل ونحن منهم لم تكن لديهم الخبرة ولا المعرفة بالعمل إلا بما تعلمه في الجامعة ويحتاج إلى وجوده في بيئة العمل حتى يكتسب تلك الخبرة ؟ هل يذهب الخريج القطري إلى دولة أخرى أو مؤسسة أخرى ويكتسب خبرة ثم يتوظف؟!! أما آن أن يتم تقطير الوظائف ؟ ويحل الموظف القطري محل الغير الذي قد أخذ حقه لسنوات طويلة ولم يقصر في واجبه وحان الوقت لعودته إلى بلاده ويترك المجال لابن الوطن ليخدم بلده؟ ولن نجحف حقوق من عمل في قطر وسوف يأخذ حقه ؟ إن سياسة التقطير لابد أن تستمر في الوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع المختلط حتى لا يظل ابن الوطن ينتظر الوظيفة ليؤدي لوطنه ما قدمه، وهؤلاء الذين سيتوظفون سوف يكتسبون الخبرة من خلال عملهم وتدريبهم ومنحهم التدريبات والتأهيل المناسب التي سوف تعمل على اكتسابهم الخبرة. ونبارك لكل خريج وخريجة بذل جهده ووقته من أجل الحصول على الشهادة ونراهم في أفضل الوظائف التي تناسب مؤهلاتهم. [email protected]