21 أكتوبر 2025

تسجيل

اغتيال خاشقجي قشة ستقصم ظهر الظالم!

13 أكتوبر 2018

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سِياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات، مُميلات مائلات، رؤوسهن كأسْنِمَةِ البُخْت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)، وكأن هذا الحديث قد نزل في بعض رجال  الشرطة وأعوان الظلمة الذين يعذبون الناس بالسياط وغيرها، وقد أصبح هذا معروفاً ومنتشراً في كثير من بلاد المسلمين، ويعني أن النبي قد رأى هؤلاء الظلمة في العذاب الشديد في النار لقيامهم بتعذيب الناس (رواه مسلم). وقيل: مكتوب في التوراة ينادي مناد من وراء الجسر (يعني الصراط) يا معشر الجبابرة الطغاة ويا معشر المترفين الأشقياء، إن الله يحلف بعزته وجلاله أن لا يجاوز هذا الجسر اليوم ظالم. قال مكحول الدمشقي: ينادي منادٍ يوم القيامة: أين الظلمة وأعوانهم؟ فما يبقى أحد مدَّ لهم حبراً أو حبَّر لهم دواة أو بري لهم قلما إلاّ حضر معهم فيجمعون في تابوت من نار فيُلقون في جهنم، انتهى كلامه. ما يفعله محمد بن سلمان ولي العهد السعودي من ممارسات فاقت كل حدود الخيال والتوقع، فبعد أن خرج للعالم كولي للعهد مستشرف لمستقبل زاهر مشرق لوطنه كما يصفه شخصياً ويُصوّره مستشاروه وجيشهم الإعلامي وكل مطبّل ومهرّج، أثبت هذا الرجل وفي أقل من عام عكس كل التوقعات بغطرسته وبطشه لكل من فقط يعارضه في الأفكار والمنطق وليس من يعارضه في السياسة والحكم والبيعة!  وكلنا تابع المؤامرات التي خططت لها جيداً إمارة أبوظبي المارقة وجعلت وقودها ومنفذها ولي العهد السعودي الذي يتفق الجميع بأنه يتقيّد بكل يملي عليه صديقه وقدوته محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، الذي ساهم إلى حدٍ بعيد في زرع الفتنة بين الأشقاء والتحريض لحصار قطر وتعطيل عمل مجلس التعاون، ليكون فقط شغله الشاغل إدانة قطر وتلفيق الاتهامات الباطلة لها وتفتيت كل أواصر العلاقات الاجتماعية والدم والقرابة بين شعوب مجلس التعاون الخليجي! ولأن الله، وكما قال خاتم الأنبياء المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم (إن الله ليُملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته)، فإن عربدة وغطرسة هؤلاء الظالمين بلغت أقصى مداها ولن تستمر على هذه الوتيرة في ظل الشجب والاستنكار والتبرؤ من الظلم وأهله، وهذا ما ستسفر عنه الفترة القادمة بعد جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا، ولسوء حظهم العاثر بأنهم لم يرتكبوا جريمتهم هذه في دول عربية يستفحل فيها الفساد ويبلغ نفوذهم إلى حدٍ لا يصل إليه حتى حكام هذه الدول، ولكن وقع اختيار مكان تنفيذ جريمتهم النكراء في دولة متقدمة لا تقبل أن يُمارَس على أراضيها أي بلطجة أو تصرفات عنجهية ضد أي إنسان يعيش على أرضها. ولعلّ السلطات السعودية لم تتوقع أن يٌقابل جريمة اغتيال خاشقجي كل هذه الضجة وردود الأفعال الدولية إزاءها؛ لظنونهم الغبية بأن العملية نُفذت بطريقة احترافية يصعُب على أي جهاز تفكيكها، وقد يكونون استعانوا بأجهزة استخباراتية متخصصة في تصفية المعارضين كالموساد مثلاً، الذين ما من شكٍ بأن هنالك علاقات وطيدة بينها وبين جهاز الاستخبارات السعودي، بعد أن أعلن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن هناك اتصالات بين حكومته والسلطات السعودية، بعد أن كان ذلك من الأمور التي يستحيل أن يصدقها عقل؛ كون أن المملكة هي معقل السلفية الوهابية المتشددة التي ترفض التعامل مع الصهاينة بأي شكل من الأشكال! ويبدو أنه مع تسارع الأحداث وكشف العديد من خيوط الجريمة، فإن السعودية ونظامها قد يتعرض لضغوطات تعادل أضعاف ما جابهتها في الفترة القادمة لتصحيح أوضاعها في حقوق الإنسان والكف عن أذاها، وبالتالي فرض عقوبات قد تكون موجعة جداً، قد تفضي عن خلق دعوات شعبية محلية ودولية بإزاحة مسبّب هذه الفوضى العارمة ولي العهد بن سلمان!  فاصلة أخيرة قاتل خاشقجي ورّطه من هندس له خط سيره المتعرّج وعند سقوطه لن يكون في صفّه أبداً، والأيام حُبلى بما لا يشتهيه الظالمون!  [email protected]