18 سبتمبر 2025
تسجيلبمناسبة اليوم العالمى للمعلم فى هذه الأيام وما صاحب معه من الانجازات والتحديات والادوار التى يقدمها المعلم داخل الصفوف وتسليط كافة الاضواء عليها تكريما وتعظميا لما يقوم به هذا الجندى المجهول من جهود فكرية وتربوية وثقافية وانسانية واجتماعية ساهمت فى غرس القيم ونهوض بنية المجتمع القطرى وأناروا الحياة التربوية والثقافية بنور فكرهم وبعدهم الثقافى لهذا المجتمع ونموذج تربوى نفتخر به فى اوساطنا العلمية والعملية.. هى المعلمة الفاضلة آمنة الجيدة أول سيدة قطرية لها بصمة كبيرة فى التعليم، ولدت عام 1913 فى حى الجسرة بالدوحة وكان لديها وعى كبير بأهمية ودور التعليم فى المجتمع وتحدت الصعاب فى تلك الفترة وتعلمت القرآن وحفظته على يد المطوع ملا حامد، بعد معارضة والديها فى ظل ثقافة المجتمع آنذاك، وتعتبر أول امرأة ساهمت فى إقبال المرأة القطرية على التعليم ونادت بتعليم المرأة واتخذت من منزلها 1938 اول مدرسة بنات فى قطر ووصل عددهن الى ستين فتاة، ولم تكتف بذلك بعد الاقبال على التعليم فقامت ببناء غرفتين بمنزل والدها لتدريس الفتيات وهذا الى جانب دعم الدولة لها بالكتب والاحتياجات المدرسية، ولم يقتصر دورها على الجانب التربوى فقط ولكنها عرفت بحسن الخلق الرفيع وهي احدى المربيات الفاضلات بالمجتمع دليل على ايمانها القوى بدور المرأة الاجتماعى والتربوى فى نهضه المجتمع وتنشئة الاجيال على العلم والفضيلة، وكانت تتقاضى مقابل ذلك ما بين اربعمائة الى خمسائة روبية مقارنة بما يتقاضاه المعلمون والمعلمات الآن، ولكن درجة الوعى الثقافى والاجتماعى بدور المرأة ما بين قبل والان ايهما اقوى من وجهة نظركم، ورغم ذلك كان لديها حلم تربوى وهدف تسمو اليه وبالفعل تحقق عام 1955 ببناء اول مدرسة نظامية للفتيات وتولت ادارتها التربوية، وكان لها دورها البارز الذي اكتسح نطاقه خارج الدوحة ونشر ثقافة التعليم والتدريس من خلال تعليم القرآن والاحاديث الشريفة وبناء مدرسة بمدينة الوكرة ومنها كانت انطلاقتها وقبولها بالمجتمع القطرى نظرا لمساهمتها الفكرية والتربوية ولذا تعتبر هذه السيدة نموذجا تفتخر به الدولة والتعليم والمرأة القطرية على وجه الخصوص لوجود هذه الشخصيات القيادية البارزة على الساحة التربوية ومدى الجهود والتحديات العصرية التى واجهتها حتى تنشر ثقافة التعليم فى ظل ثقافة مجتمع حادة ومعرقلة بسلسلة من القيود الثقافية والاجتماعية وقلة الدخل الاقتصادى إلا انها كانت تملك ايمانا قويا بداخلها بدأ من خلال تعلمها وتدبرها القرآن وايمانها القوى بالرسالة التربوية التى كانت تسمو لها ابتداء بقدرات المرأة القطرية وحقها فى التعليم ودورها فى المجتمع، ورغم كل ذلك نجحت امنة الجيدة، وحققت ما كانت تسمو له، من نشر ثقافة النور العلمى بالمجتمع، وهذا ما نتمناه من المعلمين والمعلمات فى الوقت الحاضر وان يضعوا نموذج رواد التعليم امامهم برسائلهم الهادفة فى التنشئة التربوية وان يستغلوا كافة الامكانات الاقتصادية والتعليمية والانفتاح الثقافى والتكنولوجى لخدمة مسيرة التعليم بكل اهدافها لما لهم من دور فعال مع ما يناسب رؤية قطر الوطنية، وان نتغلب على كافة التحديات الحالية بكل ما تحمله من صعاب فى سبيل النهوض بالأبناء والوطن فى ظل الاحداث السياسية والثقافية الحالية المؤلمة التى تتطلب زيادة الوعى التعليمى والثقافى خاصة انه اصبحت هناك وسائل اخرى للتعلم بجانب دور الاسرة والمعلم ولكننا لا نستطيع اهمال دور المعلم بهيبته وثقافته وانسانيته وسلوكه وهو أحد العوامل الاساسية التى تساهم فى تشكيل وبنية الطلاب فى الوقت الحالى مع وجود سيطرة ثقافات ووسائل اخرى على عقول ابنائنا وان يكونوا عرضة للتيارات الفكرية والدينية المغلوطة وان نسير على خطى من أثروا التربية والتعليم من امثالها.. ورغم رحيلها منذ عام 2000 إلا ان نور فكرها وعقلها ما زال ينبض به المجتمع وتعتبر من البارزين في القيادات التربوية التى اثرت مسيرة الفكر والثقافة. ونحن قادرون على ان نستغل كافة الامكانات المتاحة فى الوقت الحالى، وفى ظل دعم الدولة وقياداتها للمرأة والتعليم، ويكون لدينا سلالة من سلالتها على كافة العصور المستقبلية، ونهاية المطاف لم ولن ننسى ما قدمته المعلمة الفاضلة آمنة الجيدة حتى وصلنا الى ما نحن فيه الان وجعل الله ما قدمته للمرأة والتعليم وقطر ذخرا لها وللوطن.