13 سبتمبر 2025

تسجيل

عندما تتحول امتيازات قطر للغرب إلى عجائب!

13 أكتوبر 2015

لم تتعامل دولة قطر مع الغرب ومواطني الدول الغربية بنفس المكيال، ولا بسياسة "العين بالعين والسنّ بالسنّ"، بل كعادتها وعادتنا الأصيلة فرشت لهم الأرض وردا وريحانا ولا زالت من أرض المطار نزولا وحتى المغادرة منه حتى فيما يجب المعاملة فيه بالمثل مثل "إصدار التأشيرات والإجرءات الأمنية في المطارات".نفخر بسياسة دولتنا قطر وبتقدير مواطني مختلف دول العالم الذين نُكِنّ لهم نحن القطريين أيضا كل احترام، كإخوة وأحباء بيننا، ولكن يبدو أن سياسة الكرم لم تأتِ في عين كثير من المتمردين. فقد احتج يوم الجمعة الماضي صحافي فرنسي في مقال له بعنوان "عجائب قطر" نشره موقع "Qatarinfos" الفرنسي- الموقع الذي لست أعلم لم سمّي باسم "أخبار قطر"؟ ولست أعلم من يشرف عليه - والذي أثار فيه الصحافي ثلاث قضايا مطالبا المسؤولين القطريين بالرد، وإذا تجاوزنا ما يكتب عن العمالة دائما سنجد أن الكاتب ذكر حسب ادعائه أن "السفارة القطرية في فرنسا نشرت على موقعها أنه يجب على من يريد الحصول على فيزا سياحية لزيارة دولة قطر من الفرنسيين ضرورة إظهار الكشوف البنكية لثلاثة الأشهر السابقة والرواتب الثلاثة الأخيرة" معلقا على هذا الإجراء بقوله: "قطعاً مع الوقت، العجائب القطرية سوف تتراكم!" ولست أحصي قطعا العجائب القطرية التي تتراكم - ليس على قاعدة الصحفي الفرنسي المتجرئ على قطر - بل على قاعدة الكرم الحاتمي من الامتيازات القطرية التي أعطتها الدولة للزائرين الأجانب دون اشتراطات أو التزامات تذكر خصوصا وأن التأشيرات تقدمها قطر عسلا مصفّى، إذ تصدر في مطار حمد الدولي بيسر وسهولة لمواطني33 دولة أجنبية فضلا عن التسهيلات المختلفة الأخرى والتي لم تقصر فيها سفارات أو قنصليات دولة قطر في الخارج حال طلبها المسبق منها.لقد تعمّد الصحفي تغييب الحقيقة وانتقاص المكرمات التي تقدمها الدولة لهم في المطار، فضلا عن قيمة الرسوم الزهيدة لإصدار الفيزا التي تُحصل في المطار فقط بدفع مبلغ 100 ريال قطري، والذي يعادل24.14 يورو تقريبا مقارنة بالمبالغ الكبيرة التي تقتضيها دولهم نظير إصدار التأشيرات للقطريين هذا دون أن تعامل دولهم مواطني دولة قطر بذات المعاملة أو الامتيازات. لم يوضح الكاتب إذا كان يدعي أنه صحفي نزيه أن شهادة الضمان البنكي التي يعنيها والمعروفة لديهم ب Financial guarantee هو نظام معتدّ به عالميا وتعتمده كل سفارات دول العالم ويعتمدونه علينا كقطريين أيضا دون أن نوجه سهامنا على دولهم باتهام أو أن نتدخل في قوانينهم وسيادة دولهم على أراضيها، علما بأنه لم تطلب دولة قطر تحصيل ذلك من مواطني دولهم المشمولة في اميتازات ال 33 دولة. ولم يُطلب أو يعلن عنه في أي سفارة في الخارج إلا من أجل توضيحه لغير مواطني تلك الدول 33 ممن يقطن أراضيهم، وهو على نسق النظام المتبع دوليا والذي يعد من جملة الأمور السيادية التي لا يسمح بالتدخل فيها، والتي نتعجب نحن -ليس من تدخل الصحفيين فيها فحسب- بل من تزوير الحقائق وتشويه وجه قطر المشرّف في الاستثناءات الجمّة التي - نكرّر القول- لم يجد المواطن القطري لا على أرضهم ولا في مطاراتهم معاملة شبيهة. والمشكلة الكبرى اليوم لا تكمن في التطاول أو تشويه دبلوماسية قطر غير المسبوقة، بل في انتهاج عدد من الدول الغربية سياسة مشدّدة للمواطنين القطريين في تحصيل التأشيرات المطلوبة مثل بريطانيا وفرنسا وأستراليا وأمريكا، فضلا عن تجشم المواطن القطري العناء من أجل إصدار الفيزا عن بُعد في المكاتب التي خصصتها دول بذاتها مثل بريطانيا وأستراليا لإصدار الفيز لمواطني دولة قطر في مقر واحد عن طريق قنصلياتها في أبوظبي دون اعتبارات للعلاقات الدبلوماسية بين دولها ودولتنا باعتماد مكتب في قطر، ودون اعتبار للتسهيلات التي تقدمها دولة قطر لمواطني هذه الدول ليس على أرضها فحسب بل في أيسر وجهة تؤخذ منها الفيزا مباشرة دون تمحيص في ملفات القادمين "المطار"، رغم ما تتخذه الدول الأخرى من سياسات وإجراءات أمنية صارمة، وما تعتبره الدول وما قد يشكله عدم اتباعنا لذات سياساتهم من خطورة أمنية على دولة قطر خصوصا في ظل تطورات الأحداث السياسية الحالية .هذا فضلا عن إذلال المواطنين في المطارات وحتى حاملي الجوازات الخاصة والدبلوماسية بإخضاعهم للتفتيش الدقيق والمطالبة بخلع الحذاء، فضلا عن التطاول عند بعض الدول بطلب خلع الحجاب أو الجاكيت "للنساء" حتى لو لم يكن "معطف البرد الطويل أو الثقيل" الذي يختلف حتما عن المعطف العادي.إن ما نشره الصحافي الفرنسي لهو ادعاء باطل وغيض من الفيض الذي يخرج عن النزاهة وأخلاقيات المهنة.إن تعنت عدد من الدول الغربية معنا كقطريين يدعونا أولا إلى أن نذكّر المسؤولين لدينا بضرورة اتباع سياسة المعاملة بالمثل، حتى تلتزم تلك الدول بتقديم الامتيازات للقطريين على غرار الامتيازات المقدمة لمواطني دولهم أو على الأقل حتى تلتزم تلك الدول بتقديم التسهيلات اللوجستية والإجرائية عند طلب التأشيرات فضلا عن حسن المعاملة في المطارات.وأخيرا يجب علينا إعادة النظر في سياستنا المعطاءة لئلا تعتبر امتيازاتنا من باب عجائب الاستحقاقات التي يُساءُ فهمها، أو تترجم إلى هوان يسهُل الهوان عليه. و موقف الحاقدين يذكرني ببيت المتنبي القائل:إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا