12 سبتمبر 2025
تسجيلفي زمننا الحالي لابد أن نؤمن بأن تغير المجتمع يسير وفق وتيرة متسارعة تفوق ما كان عليه في السابق والذي بدوره يؤثر على شريحة الشباب وما دونها بشكل أكبر، سواء في التكوين الفكري أو الشخصي، بل ويصل لما هو أخطر وهو التغير الأخلاقي والمعتقدي ومن هنا تكمن خطورة عدم مواكبة هذا التغير السريع في كافة المجالات والتي من أهمها مجال التعليم والبيئة الأسرية والتي هي الجبهة الأولى التي من خلالها يمكن أن يتم مسايرة هذا التغير بالشكل الذي يكفل للمجتمع مواكبته والحد من تأثيره السلبي.في السابق وسائل التأثير كانت توجه للمجتمع بشكل جماعي، أي أن السيطرة لم تكن صعبة وتأثيرها محدود، خاصة أن الأسرة كانت تستطيع السيطرة على أفرادها في ظل مجتمع كان يعتمد على الأسرة في العلم والتعلم وصناعة الشخصية والهوية الفكرية والدينية وغيرها ولكن اليوم اختلفت الأدوات، فالتأثير أصبح يوجه بشكل مباشر نحو الفرد من خلال وسائل مختلفة تخلق الخصوصية ويصعب، بل وأحياناً يستحيل، السيطرة عليها وعلينا أن نعلم أن التأثير على الفرد الذي هو أساس المجتمع ومن خلاله تبنى الأسرة والمجتمع وهو نواتها، سواء كان ذكراً أو أنثى هو الأخطر.والسؤال ما هو الحل أمام كل ذلك؟ فنقول بأن الله سبحانه وتعالى وضع لنا الحل الذي يحمينا فقال: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)، فكلمة الإصلاح هي المفتاح اليوم، فالمجتمع بحاجة لقوة إصلاح مستمرة في كافة شؤونه ولعلي هنا لا أتحدث عن الإصلاح السياسي، لأنه لا يعنيني وليس بذات أهمية، لأن صلاح المجتمعات وأفرادها، فكرياً وأخلاقياً وعقائدياً، يغني عن أي إصلاح آخر، فأغلب القضايا التي نعيشها اليوم والمشكلات التي نعاني منها ليس بسبب السياسة، بل بسبب التغير الفكري والأخلاقي للأفراد والذي بدوره أثر على المجتمعات.ومهمة الإصلاح ليست واجباً على المؤسسات الدينية أو رجال الدين، لأننا جميعاً رجال دين ودعاة خلق وفضيلة وإصلاح وكل بيوتنا وأسرنا هي مؤسسات دينيه وأخلاقية وإصلاحية والثقافة الصحيحة اليوم أنه ليس بالمهم أن أكون رجلاً صالحاً ولكن الأهم أن أكون رجلاً مصلحاً والذي بدوره يجعلنا صالحين وليس المهم أن تكون لديَّ أسرة صالحة، بل أسرة مصلحة، فهي عندما تصلح نفسها فسوف تكون صالحة وليس المهم أن أعيش في مجتمع صالح بقدر ما يهمنا أن أعيش في مجتمع مصلح، فالمجتمع المصلح سيكون صالحاً.مشكلتنا الوحيدة والتي أعيدها وأكررها، أننا في الكثير من المفاهيم ننظر بثقافة (الأنا) فأنا يهمني أن أكون رجلاً صالحاً ولا يهمنا أن أكون مصلحاً، رغم أن الثانية أهم من الأولى، لأن الأولى صفة والثانية ممارسة وتأثير الممارسة أقوى من تأثير الصفة والممارسة تحقق الصفة وليس العكس.لذا علينا اليوم أن نعيد التفكير في الكثير من مناهج الحياة لنصل لمجتمعات مصلحة تساهم في بناء المنهج الصحيح للحياة.