11 سبتمبر 2025

تسجيل

ضرائبنـا المـدفـــوعــة للقضـاء علـى الإرهــاب !

13 سبتمبر 2021

عشرون عاما منذ أن شنت الولايات المتحدة الأمريكية حربها الضروس على الإرهاب وتحديدا منذ أن تعرض برجا التجارة العالمية في نيويورك ومبنى البنتاجون في واشنطن لحادثتي تفجير بطائرات مفخخة بانتحاريين من تنظيم القاعدة والذي كان يرأسه أسامة بن لادن واتخذ من جبال أفغانستان ومغاراتها مقرا له ليتفجر بعدها الغضب الأمريكي سريعا ويشن جام غضبه على أفغانستان الذي كان يحكمه آنذاك الطالبانيون ويتشتتون بعدها إلى نفس الجبال التي احتمى بها تنظيم القاعدة وزعيمه بن لادن قبل أن تصطاده المخابرات الأمريكية بالتعاون مع وشاة أشاروا لمكانه ويتم اغتياله في الثاني من مايو عام 2011 أي بعد عشر سنوات كانت طويلة على الأمريكيين ليقتلوا رأس التنظيم الذي دمر الحصانة المنيعة لمطارات أمريكا واستطاع في لحظة غفل عنها أمن المطارات من أن يوجه طائرتين نحو برجي التجارة ليقتل كل من فيهما ناهيكم عن ضحايا البرجين الذين وصل عددهم بحسب الإحصائية الصادرة آنذاك بأكثر من ألفي قتيل وآلاف الجرحى من الموظفين والزوار الذين كانوا حينها في البرجين لتمضية أشغالهم المعتادة. اليوم يحيي الأمريكيون ذكرى تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر بسرد حرب الولايات المتحدة على الإرهاب وإن الدم الأمريكي الذي تجرأ تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات الإرهابية على إراقته بشعور بارد وصلف غال كثيرا على الحكومات الأمريكية المتعاقبة حتى اليوم وإن كل روح أمريكية ذهبت ضحية الإرهاب قد تم الانتقام من قاتلها بغض النظر عن الوسيلة التي يمكن أن يذهب ضحيتها مدنيون كما كان الحال في أفغانستان الذي دفع أفراد كثيرون من شعب هذا البلد المنكوب أرواحهم في سبيل نجاح خطط الانتقام الأمريكي ولكن لأن العرب والمسلمين لا بواكي لهم فإن كل الاهتمام صب على الخطة الأمريكية التي تماشت معها جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم البيت الأبيض بل وطورت من هذه الخطط التي رأتها هذه الحكومات بأنها تتناسب مع إطفاء غضب الشعب الأمريكي الذي ظل يطالب بتأمين حياة الجنود في الخارج وسرعة إعادتهم إلى الوطن بغض النظر إذا ما كان وجودهم ضمن اتفاقيات عسكرية وقعت مع الجانب الأمريكي وبين تلك الدول واليوم تصر واشنطن على أن خططها الممنهجة للقضاء على الإرهاب قد نجحت في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها من الدول العربية والإسلامية رغم أن الحال الذي وصلت له أحداث أفغانستان وعودة طالبان للحكم يثبت بأن ما بدأ به الأمريكيون انتهوا إليه ذلك أن طالبان كانت ضمن القوائم السوداء للجماعات الإرهابية المحظورة أمريكيا ومع هذا فإن الواقع أجبرهم على الجلوس مع ممثلي هذه الجماعة والتوقيع على اتفاقيات تبادل الأسرى وعلى الانسحاب الأمريكي الفوري من أفغانستان في خطوة اعتبرها الطالبانيون بادرة خير لإنهاء الاحتلال الأمريكي لبلادهم وعودتهم الفعلية لسدة حكم كانوا في صدارتها منذ عشرين عاما واليوم يعودون لها أمام أنظار الأمريكيين الذين وعودوا يوما بإبادة هذه الجماعة كليا وها هم ينسحبون من أمامها لتعود الأمور لما كانت عليه منذ قرابة عشرين سنة فهل قضت أمريكا على الإرهاب وهل يمكنها فعلا أن تعلن ذلك بكل فخر أم أن ذلك قد نُفذ وفق نظرتها الشخصية بمقاييس الإرهاب الذي تحاربه ومع كل هذا فنحن العرب قد خسرنا الكثير في حرب أمريكا ضد الإرهاب الذي مثل تهديدا مباشرا لها حينما هدد مصالحها أولا ثم عممت حربها لتكون ضد الإرهاب في العالم ولكم كم خسر العرب والمسلمون وكم ربحت واشنطن فهذا لا يهم مادامت الخسائر الأمريكية تبدو جديرة بالاهتمام بينما خسائر أرواحنا هي ضريبة يجب دفعها وضخها والتضحية بها إن لزم!. ‏[email protected] @ebtesam777