12 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ الإعلان عن ولادة الحكومة الجديدة في لبنان بعد مخاض عسير، وأنا أعاني من مغص حاد في البطن. لا أعلم تمامًا إذا كان هناك علاقة طبيّة بين الخبر الأول والثاني، ولكن الآلام المبرحة للقولون العصبي ترفض هضم هذه التشكيلة المجبولة بدموع رئيسها، رغم محاولاتي الجادة للاستماع إلى نصائح الخبراء والمحللين الذين يدعوننا إلى "التفاؤل بالخير"، هذا التفاؤل الذي يتحدث عنه هؤلاء سيكون في الحصول على قروض جديدة من البنك الدولي؛ الاستمرار في مسرحية تحقيقات انفجار مرفأ بيروت؛ وإجراء انتخابات نيابية مبكرة على أساس قوانين تُقرّها الأحزاب الحاكمة، بالتحالفات بين بينهم ليوم أو يومين، تمامًا كزواج المتعة، والزواج السياحي، والمسيار، حتى تنقضي الحاجة بالحلال ويعودوا غرباء، سياسة لا تعرفني ولا أعرفك بس "بالحلال". الصورة ليست قاتمة إلى هذا الحدّ، هذا ما يُمكن القيام به في ظلّ هذه الأوضاع، لنتفاءل خيرًا. الخير بدأت ملامحه تتبيّن مع تصريحات الوزراء الجدد بـضرورة الاستغناء عن حفاضات الأطفال توفيرًا للنفقات، يليها "الفشخ" عن الخروف المذبوح ذهابًا وإيابًا 7 مرات؛ وإطلاق الرصاص في الشوارع احتفالًا بطلّة الحكومة البهيّة. سأتفاءل مع حبّة مضادة للغثيان وفنجان "زهورات" شامية، حالي كحال أغلب المواطنين العرب. العرب انتصروا على إسرائيل مجددًا بـالملعقة، بعد أن تمكّن الأسرى الفلسطينيون من الفرار من سجن "جلبوع". أيام معدودة وأُلقي القبض على عدد منهم. على السلطات الإسرائيلية توجيه رسالة شكر لأغلب المحطات الفضائية العربية التي "نبشت" أسرار الأسرى وأفراد عائلاتهم وتاريخهم وأصدقاءهم وملابسهم، وتتبعت خطواتهم من أجل السبق الصحفي، وقدّمت أكبر خدمة للمحتلّ الذي لم يبذل مجهودًا كبيرًا لتجنيد "الفسّادين". تغطيات إعلامية عربية طرحت التساؤلات حول تراب المغسلة ومعدن الملعقة وكشفت خططا سابقة ولاحقة نعتذر من الأسرى.. فنحن نهوى الشهرة وزيادة عدد المشاهدين على حساب شرف المهنة والأمانة. للأمانة- زاد القلق مع تصريحات كين ماكالوم مدير المخابرات الداخلية البريطانية، الذي قال إن "انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان، زاد من خطر وقوع هجوم إرهابي آخر شبيه بـ11 سبتمبر 2001"، مشيرًا إلى ما أسماه "المتطرفين الإسلاميين الذين هللوا لقرار واشنطن"، في تصريح يُشبه الأنباء المرتبطة بلقاحات كوفيد-19 -أخذت اللقاح- أو ما أخذته- كورونا عن يمينك وشمالك وخلفك ومن تحتك. يا سعادة المدير "المتأسلمون" الجُدد لم يبرعوا بعد بصناعة الطائرات وإن تدرّبوا على التحليق والتلغيم فابحثوا عنهم في مدارس الغرب، عمّن يأويهم، ويُسهل هجرتهم، ويُغذيهم، واتركوا عنّا التُهم الجاهزة. تُهمة المرأة بشرفها جاهزة، جرائم قتل النساء تنتشر في مجتمعاتنا، رغم القبض على الجناة، إلا أن الرادع لمنع وقوع تلك الجرائم ما انفكّ ضئيلًا مقارنة بحجم تلك الكارثة. على الجهات الأمنية التعاون مع رجال الدين، والأطباء، وأرباب العمل، والنقابات الفنية، والعمالية، وغيرهم بهدف التوغل في عقول الجهلة، وتحمّل الحكومات المسؤولية الوطنية دفاعًا عن حياة النساء، وعدم الاكتفاء باعتبارها جرائم فردية، اللهم إلا إذا كانت الحكومات "ذكر" والمرأة دومًا ستكون الضحية. ضحايا الإدمان على الألعاب الالكترونية في الصين من المراهقين، ولحمايتهم، منعت هيئة مراقبة وسائل الإعلام الذين تقلّ أعمارهم عن 18 عامًا من اللعب الالكتروني، باستثناء 3 ساعات فقط بنهاية الأسبوع. الصين تبرع في حماية مجتمعها، مع رسالة واضحة لأكبر الشركات التقنية مفادها لا توجد قوة في الصين أعظم من الحزب الشيوعي الحاكم. الحاكم المسؤول نادرًا ما يُحاسب، وإنما يُخلع بدعم دولي بعد انتهاء صلاحيته في بلادنا، ولكن فرنسا تُحاسب مسؤوليها، إذ تخضع حاليًا وزيرة الصحة الفرنسية السابقة للتحقيق بسبب كيفية تعاملها مع وباء كوفيد-19، والبحث في إخفاقات الحكومة وتعريض حياة الآخرين للخطر. حبّذا لو نستورد ثقافة محاسبة المسؤولين بحجم استيرادنا للعطور الفرنسية ومستحضرات التجميل. لا للماكياج شعار ترفعه "ألّ سيلين" 31 عامًا المُشاركة في مسابقة ملكة جمال بريطانيا، دون أن تضع أيّ من مساحيق التجميل، وذلك بهدف تمكين الفتيات وتشجيعهنّ على مكافحة التنمّر وإقناعهنّ بأنهنّ جميلات دون الحاجة إلى التغيير.. "إنتي" أحلى بدون ماكياج، وافقوني الرأي وانشروها.!