07 أكتوبر 2025
تسجيلرغم خطورة مرض الكورونا والإجراءات الاحترازية التي مررنا وما زلنا نمر ببعضها، إلا أننا تعلمنا الكثير وأدركنا خطأ العديد من سلوكياتنا وعاداتنا، وأصبحت بعض الأمور التي كنا نعتقد بأننا لا نستغني عنها ولن تسير حياتنا أو ظروفنا بدونها سهلة ميسرة بسيطة، بل إنها كانت جميلة وسعيدة مثل الزواج في البيوت وقلة التكاليف وبساطة الدعوات، وكذلك العزاء، واختفاء تلك السلوكيات المتسمة بالمظاهر والإسراف فيها، رغم حالة أهل العزاء، وتمت التعزية من خلال التليفون من غير عتب ولا زعل. بالإضافة إلى عودة كثير من الآباء والأمهات إلى أحضان بيوتهم، بعد أن كانوا يبعدون عنها بالساعات الطوال، وسعد الأبناء بهم واجتمعت الأسرة على مائدة واحدة في كل الوجبات وغيرها من التصرفات والعادات؛ اكتشف أهل قطر جمال قطر ومناطقها وسواحلها واستمتعوا بها من خلال الاستجمام في الفنادق والمنتجعات وزيارة الأماكن السياحية. نعتقد أن هناك أمراً مهماً حدث في زمن الكورونا ألا وهو الحرمان الذي فرض علينا بعدم الزيارة والإلتقاء وخاصة لكبار السن المعرضين لخطر العدوى منا وابتعدنا عنهم وتجنبنا زيارتهم رغم تقطع قلوبنا لعدم زيارتهم وخاصة أمهاتنا وآبائنا، ولم تنفع وسائل الاتصال الاجتماعي في شبع شوقنا لهم، ولكن بانفراج بعد تلك الإجراءات والسماح بالزيارات لهم لبعض الوقت أشبعت قلوبنا وأسعدها، وتأكد لنا أن الحياة بدون شوفتهم بلا طعم وأن قبلة على جبين أحدهم وهو يدعو لك، ويمسح على رأسك تسوى كل الدنيا وما فيها، وابتسامة ترتسم على شفاههم لحظة زيارتك لهم سعادة، الله لا يحرم من كان أبواه أو أحدهما على قيد الحياة منها. فالوالدان نعمة لا يقدر معناها إلا من حرم منها، فهما البركة والخير والحنان في البيت، والأحفاد يجدون فيهما كل الحب ويتعلقون بهما، وبيت الجد أو الجدة هو يجمع الأسرة المحبة المدركة لأهمية بر الوالدين والاهتمام بهما. فحفظ الله كل الآباء والأمهات ورحم من طواه التراب وغفر له، فبروا والديكم يبركم أبناؤكم واستثمروا لحظات السعادة معهم، وتذكروا كل لحظة حب وألم وقلق عاشوها من أجلكم. [email protected]