18 سبتمبر 2025
تسجيليصادف الحادي والعشرين من الشهر الجاري مناسبة تحتفي بها دول العالم بشكل سنوي وهو اليوم العالمي للزهايمر، والذي يحمل كل عام شعاراً جديداً يتوافق مع قيم وأهداف الحملات التي تستهدف المصابين بهذا المرض ومن حولهم، وقد جاء شعار هذا العام بعنوان " تعرّف على الخرف، تعرف على مرض الزهايمر " بهدف توعية شعوب العالم بهذا المرض وأهمية تقديم الدعم والمساندة لمرضى الزهايمر وأفراد أُسرهم، لاسيما وأنه من الأمراض التي عادة ما يجهله الكثير ويربطه بالتقدم في العمر رغم تفاوت إصابته بين الأعمار، فقد تجد من يبلغ عمره في السبعينات أو حتى أقل مصاب بأعراض هذا المرض وقد تجد من يبلغ فوق التسعين وهو يتمتع بذاكرته القوية وإدراكه الطبيعي، وهذا يعني بأن هذا المرض لا علاقة له بالعمر وأنه من اللازم أن يكون هنالك توعية للمجتمع لمواجهة هذا المرض وتدارك انتشاره ومعالجته أو على الأقل المعرفة التامة بكيفية التعامل مع المصاب بالزهايمر. ومن المعلوم أنه قد تنتاب كل شخص هفوات في الذاكرة بين الحين والآخر، لكن فقدان الذاكرة المرتبط بداء الزهايمر يستمر ويزداد سوءًا مما يؤثر في القدرة على أداء وظائف العمل أو المنزل، وقد يفعل الأشخاص المصابون بالزهايمر عددا من السلوكيات مثار استغراب من حولهم كأن يكررون العبارات والأسئلة مراراً وتكراراً، ونسيان المحادثات أو المواعيد أو الأحداث، ولا يتذكرونها لاحقاً، ووضع ما يملكونه من سيارة أو ساعة أو أي ممتلكات في غير أماكنها المعتادة، وفي كثير من الأحيان يضعونها في أماكن غير منطقية، وكذلك الضياع في أماكن مألوفة لهم، ونسيان أسماء أفراد الأسرة والأشياء المستخدمة يومياً، ومواجهة صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة لتعريف الأشياء أو التعبير عن أفكارهم أو للمشاركة في الحديث. كما أن المصاب بهذا الداء قد يواجه صعوبة في إصدار الأحكام واتخاذ القرارات فتتدهور قدرته على التحكم في اتخاذ قراراته وأحكامه الصائبة في المواقف اليومية، على سبيل المثال ؛ قد تصبح اختيارات الشخص سيئة أو غير معهودة في التفاعلات الاجتماعية، وقد تزداد صعوبة الاستجابة بطريقة صحيحة للمشكلات اليومية. تخيّلوا لو كانت هذه الإصابات مبكرة ولا يتواكب معها تدخل علاجي نفسي وعلاجي ومساندة ممن هم محيطون بهذا المريض، حتماً ستتفاقم الحالة وستزيد مع مرور الشهور والسنين، وكل ذلك بسبب عدم وجود الوعي المطلوب لدى أفراد المجتمع الذين لا بد أن يتعرض الكثير منهم من إصابة أب أو أم أو أخ أو أخت. ولأهمية هذه القضية وهذا الداء فقد جاءت رسالة حملة هذا العام على المستوى الدولي تحت عنوان ( معاً يمكننا أن نفعل الكثير ) لقناعة المنظمات الدولية ذات العلاقة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بأن هذا المرض بدأ انتشاره يزداد بشكل مخيف وصل فيه المصابين لعشرات الملايين مما يستدعي تكاتف الأفراد والمجتمعات على مستوى العالم للحد من تفشيه وزيادة الوعي بشأنه. وقد جاء في تقرير الزهايمر العالمي أنه لا تزال وصمة العار المرتبطة بمرض الخرف مستمرة وتلعب دوراً مهماً في المفاهيم الخاطئة عن هذا المرض، لذلك تم التركيز على قوة المعرفة للتعرف أكثر على هذا الداء، فمجرد أن تزداد معرفة الأفراد والأسر والحكومات والمجتمعات على مستوى العالم ويكونون مسلحين بشكل أفضل بالمعلومات والمشورة لإعداد وتكييف ودعم الأشخاص الأكثر تضرراً من الإصابة بمرض الخرف بعد إصابتهم ويصبحون كذلك أكثر قدرة على تحدي وصمة العار التي لا تزال قائمة على الصعيد العالمي. فاصلة أخيرة مرض الزهايمر يصبح خرفاً يصعب علاجه والسيطرة عليه إن لم يتم احتواؤه أو تداركه منذ بدايته، فلا تكن سبباً في إهمال أبيك أو أمك أو قريبك بسبب جهلك بهذا المرض وتداعياته، فكن عوناً للدولة بمؤسساتها الصحية والمجتمعية لدعمهم في هذا الجانب.