20 سبتمبر 2025

تسجيل

استبانة بعد ثبوت الإدانة

13 سبتمبر 2018

استطلاع آراء الجمهور بهدف ضمان أعلى معايير الجودة والفائدة ، يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة ، وكلما أحسنا اختيار توقيت استبانة الآراء ، وأحسنا إعدادها ، فإن نتائجها تكون أكثر جدوى. مؤخرا دعت وزارة التعليم  إلى مشاركة وجهات النظر حول مصادر التعلم ، بعد أن تسببت الوزارة في إثارة الرأي العام ضدها (كالعادة) اعتراضا على ما تضمنته بعض الكتب المدرسية (الجديدة) من مضامين مرفوضة تخالف أبسط قواعد التربية والتعليم ، ونسفت بذلك تصريحات مستهلكة تؤكد على مراعاة قيم وأخلاق المجتمع القطري.  دعوة الوزارة إلى مشاركة الجمهور فيما يسمى بالتغذية الراجعة حول مصادر التعلم لهذا العام ، لم تحسن توقيتها ؛ خاصة وانه سبقتها استبانات مشابهة ، ثم أن تزامن الاستبانة الطارئة مع الضجة المتوقعة ضد بعض المضامين المرفوضة المقحمة على مناهج هذا العام ، تؤدي إلى تفاسير ليست في صالح الوزارة وتعليمها ومن ذلك :  إشاعة شعور لدى الأهالي والمختصين بأن الوزارة لم تستفد من ملاحظاتهم ومقترحاتهم في أعوام مضت ، كما أن لجوء الوزارة إلى استبانة آراء أولياء الأمور بعد الأخطاء الواضحة في تضمين بعض الدروس والتمارين المريبة الغريبة ، ينم عن مدى ضعف وتخبط إداراتها المعنية ، ويعد تنصلا وتملصا من المسؤولية عن الأخطاء والتجاوزات في تأليف وتعميم الكتب على الطلبة. ويشهد التاريخ والمتابعين أني وزملائي من ذوي الخبرة في التربية والتعليم ، سعينا بكافة الوسائل إلى ضرورة تصحيح الممارسات الخاطئة في وزارة التعليم ، خاصة فيما يتصل بإدارتي المناهج والتوجيه وهما جناحا الوزارة الخفاقان وساعداها الرئيسان ، ولم نقتصر على ما ينشر عبر الصحف المحلية بل أوصلنا توصياتنا للوزير شخصيا ولمساعديه شفاهة وكتابة ، لكنهم تعاملوا معنا بتجاهل ومكابرة يدلان على ضعف الإحساس بالمسؤولية وتجاهل أدوار الكوادر التربوية الوطنية. وهل يمكن أن تنبني سياسة سليمة أو خطة (إستراتيجية) ناجحة على الاستبداد بالرأي ، وتجاهل نصائح العارفين ، وعقد المؤتمرات الرامية إلى تبرئة الذات وادعاء الكمال والتشكيك في نوايا الغيورين على الجيل والتعليم ؟ ثم إلى متى يستمر المسؤولون في تقديم مصالحهم الشخصية على المصلحة العليا للوطن والمواطن ، ونحن نتحدث عن التعليم أهم وأخطر ركائز البناء والتنمية ؟!! .  سلوا عن ذلك إدارتي التوجيه (التربوي) والمناهج ومصادر التعلم.  كم هو معيب ومزر أن تطبع وتوزع كتب مدرسية تحتوي على إيحاءات سيئة ومضامين مضللة للعقول وذات تأثيرات سلبية على نفوس وسلوكيات الطلبة (الجنسين) ، وهل يليق بخبراء ومستشارين وقيادات تعليم ، أن يكرروا الأخطاء والمضامين المرفوضة ثم يوعزوا للمدارس بطمس تلك الصور أو نزع تلك الصفحات ، والظهور على وسائل الإعلام لإقناع الناس أن ما حدث أمر طبيعي وعليكم أن تقبلوا به كل عام . فهل ننتظر حتى يصبح البنون والبنات ذوي عقول خدج ، ويتضاحك منهم الآخرون أو يتلاعب بهم بعض المحسوبين على إدارة المناهج. ومن باب الأمانة والمسؤولية نطالب صناع القرار باتخاذ الإجراءات الجزائية اللازمة في حق كل من تسبب في تلك الأخطاء الجسيمة مع أهمية إعادة توزيع المناصب والوظائف الإشرافية القيادية بطريقة أفضل وفق الأحقيات والجدارة ودرجة الإحساس بالمسؤولية.  توصية   أوصي بإدراج مضمون المقالة في مناهج الوزارة ، وعرض هذا النص الأدبي على توجيه اللغة العربية لاستخراج صوره البلاغية. [email protected]