12 سبتمبر 2025
تسجيل"مبارك عليكم الحيا يا هل قطر"، هي عبارة تردد عندما يهطل المطر في مثل هذه الفترة من السنة، فقد فرحنا جميعا يوم الجمعة الماضي بهطول المطر بهذه الصورة على اعتبار أن هناك أغنية شعبية تردد "طق المطر على قطر والشمس طالعة"، وجيل اليوم لا يعرف الكثير من المرويات الشفاهية عن المطر وإن تسابق الجميع بتصوير المطر ولكن تبقى للمطر مكانة خاصة في مجتمعاتنا الخليجية والعربية والإسلامية، قديما وحديثا، فطالما مثَّلَ المطر مصدراً للإلهام لدى بعض الشعراء والكتاب، فهناك الكثير من القصائد والقصص والروايات التي كتبت عن المطر. وبطبيعة الحال، لم تتأطر حكايات التعبير عن الابتهاج به لتنحصر في نمط مكرر وباهت، بل توالدت وتعددت لتصوغ روحية أهازيج وأغاني شعبية رقيقة وشائقة تعكس الفرح بقدومه فتصف بهاءه وجماله. وقد غدا المطر مع هذا، عنوانا نادرا لفرحة الكبار والصغار معا، وشعارا لدلالات المحبة والوئام في المفهوم والعرف الاجتماعي، ليترسخ كمناسبة مهمة لجلو الحزن والكآبة من قلوب البشر، بموازاة غسله وإروائه الشجر والحجر، حتى أن هناك مقولة شعبية بأن المطر يغسل القلب والأرض. ومن هنا أفرد التراث الشعبي مساحة كبيرة لأهازيج المطر، والتي دأب الأطفال والنساء وحتى كبار السن، على التغني بها عند نزول المطر، أو عند انحباس المطر وتأخره، لتبدو هذه حالة فريدة من نوعها في التراث العربي، رغم اختلاف مسمياتها في مختلف دول الخليج وتنطق حسب اللكنة التي في تلك الدولة الخليجية. ومن هنا يحضر المطر بصورة قوية في الثقافة الشعبية الخليجية، وهو حضور غير عادي، تم توظيفه في الحكاية الشعبية والأهازيج والأمثال الشعبية والقصيدة الشعرية النبطية، فمن يقرأ للشعراء في قطر قديما سوف يجد كمًّا كبيرا من تلك القصائد قيلت في المطر.فيما يخص الأهازيج الشعبية فإن المجتمع القطري أو الخليجي ومنذ القدم كان يستخدمها في جميع أمور حياته تقريباً، فتلك الأهازيج الشعبية مرتبطة بعادات وتقاليد المجتمع القطري ومتأصلة ومتجذرة في حياته ولا يكاد أن يستغني عنها. هناك أهازيج شعبية موسمية تؤدى على مدار العام في المناسبة التي تخصها، فهي كثيراً ما تذكرنا بطفولتنا التي عشناها وعاشها الجيل الذي قبلنا، والتي للأسف اندثرت في أيامنا هذه ولم يستمتع بها الجيل الحالي، ذكريات جميلة لا تنسى، كانت الحياة بسيطة وكانت البساطة والعفوية في كل أمور الحياة.فقد شوه من يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي تاريخنا الشفاهي مع الأسف.