17 سبتمبر 2025

تسجيل

العمل والعلاقات الخاصة

13 سبتمبر 2015

نورة فتاة طموحة جداً، تخرجت في تخصص مميز، وقدمت للعمل في وظيفة وفق ميولها وطموحها وتخصصها الأكاديمي، ولأنها تستحق تلك الوظيفة تم تعيينها بشكل رسمي في إحدى الوزارات الحكومية ، مع مرور الوقت تم تعيين أحد أبناء عمومتها رئيسا مباشرا لها ، نورة استكملت طريق العطاء ولم يثنها أمر عن رغبتها في تحقيق أهدافها ، وكان بديهياً أن تحصل على ترقية في مجالها ، ولكنها لم تحصل، فتمت ترقية أفراد آخرين في مكان كان من الأولى أن يكون من نصيب نورة ، ولكن إذا عرف السبب بات العجب مؤكداً ، فرئيسها أبى أن يتم اختيارها خوفاً من القيل والقال!!قصة نورة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل عدم فصل بعض الرؤساء أو الموظفين بين الأمور الشخصية والعمل ، وخلط الأوراق؛ مما قد يدعم المصلحة الشخصية ويتناسى المصلحة العامة ، كثيراً ما تفسد الأمور الشخصية طريقة إدارتنا لواجباتنا الوظيفية، كما أنها قد تضعنا في مواقف حرجة أمام الآخرين؛ إذا لم نتحل بالمهنية البحتة في التعامل مع مثل هذه الملفات والحالات .عندما أتحدث عن العلاقات الشخصية والعمل فهي غير مرتبطة بالواسطة والفزعة وغيرهما ، بل أحياناً كثيرة تكون مرتبطة بجانب آخر، وهو جانب عدم إعطاء صاحب الحق حقه المفروض دون منة او فضل من أحد فقط؛ لأن فلانا من الناس يخشى كلام الناس وهذا مرفوض جملة وتفصيلاً.أذكر لكم أيضاً جانبا من خلط الحابل بالنابل ورفع قيمة العلاقات الشخصية على أي أهداف أخرى، وهو تعزيز مبدأ ( لي حبتك عيني ماضامك الدهر ) حيث نرى تنصيب بعض الأسماء في أماكن ومناصب معينة، ليسوا لأنهم أكفاء وملفهم المهني حافل بالإنجازات ولكن كما يقال ( مرضي عنهم ) وتم اختيارهم وفق معايير شخصية بحتة؛ مما يمنع أصحاب الكفاءات عن الحصول على فرصة للتدرج الوظيفي الطبيعي وتعزيز قدراتهم وتطويرها بما يخدم الوزارات والمجتمع بل والرؤية العامة للدولة.أخيراً لابد من ضرورة الفصل بين المشاعر الخاصة والعمل، وذلك ما ينطبق على الجميع لأن المسؤول الذي يتعاطف مع أبناء عمومته أو يهمش أدوارهم على حساب الآخرين، قد يتسبب في ضرر للعمل والمنتج والتنمية، وربما للدولة؛ لأننا حينما نرغب في الوصول إلى التقدم في حضارة ورقي المجتمع، علينا أن ننظر إلى الفرد كإنسان متكامل، هو من يبني نفسه بنفسه وليس على حساب الآخرين، وعن ضرورة أن تتوافر هناك عدالة اجتماعية في الحكم على المميز بتميزه، دون النظر إلى قريبه والتشكيك في دعمه.