14 سبتمبر 2025
تسجيلقبل كل قول أذكر القاري العربي الكريم بأن عملاء أمريكا وجحافل المد الفارسي في العراق بعد احتلاله وسيطرتهم على مقاليد الأمور اتخذت خطوات ثأرية حاقدة من كل الشعب العراقي الشقيق المعادي للهيمنة الأجنبية على العراق وسيادة شعبه، كان نموذجها المشين ما حصل في معتقل أبو غريب المشهور وأعتقد أن الصور التي بثتها شبكات التلفزة العالمية مابرحت محفورة في ذاكرة الإنسان العربي وأنصار الحرية على امتداد العالم، اغتيالات العلماء والمفكرين في العراق ولا أريد أن أستطرد في هذا المجال، لكني أردت أن أذكر بتلك الجرائم البشعة التي يندى لها الجبين. أشعل عملاء الاحتلال في العراق حرب الوثائق المزورة التي تتهم الكثير من رجال أمتنا العربية ــ الذين يرفضون حصار الشعب العراقي الكريم والعدوان عليه بشكل يومي ــ بما عرف بكوبونات النفط التي كان نظام الشهيد صدام حسين يوزعها كما زعم المتهمون على أصحاب القلم في العالم العربي وثبت عدم صحة كل تلك الاتهامات لشرفاء هذه الأمة . (2) اليوم تتكرر الاتهامات من إخواننا في ليبيا الثائرة وسوريا " " الممانعة والمقاومة " لكل من يدلي برأية المستقل في مجريات الأمور على الساحتين. في ليبيا جرى ويجري خلافات بين المتصدرين لقيادة الثورة الليبية المباركة من طرف ومن طرف آخر بين الثوار وبعض أنصار الثورة من مختلف مشارب التيارات الليبية وعندما يتناول أصحاب القلم هذه الاختلافات بالنقد والتحلي تبدأ الاتهامات لهم بأنهم سخروا أقلامهم وأفكارهم لصالح القذافي وزمرته، وأنهم يتلقون الدعم المالي من القذافي، وعندما يكتب أصحاب الرأي في وسائل الإعلام تخوفهم وشكوكهم في نوايا حلف الناتو (حلف الأطلسي) تجاه الشعب الليبي وثرواته تزداد حملة الاتهام "اللا أخلاقي" لكل صاحب رأي، والسؤال هل أثار أحد من أصحاب القلم تهمة العمالة والتبعية لأولئك الأفراد سواء أكانوا أعضاء في المجلس الانتقالي أو بعض القيادات التي برزت أخيرا على الساحة الليبية الذين يتنقلون أو يعيشون في بعض عواصم العالم على حساب تلك الدول؟ هل يمكن اعتبار هؤلاء الأشخاص يشكلون خطرا على الثورة الليبية أم أصحاب الرأي الذين ينبهون الثوار إلى ما قد يحدث في قادم الأيام لليبيا ؟ والحق إنه لا هؤلاء ولا أولئك فكلهم وطنيون غيورون على أمتهم العربية وسيادتها، ولكن نؤكد أن إصدار الاتهامات أيها الثوار أمور سهلة، وتزوير الوثائق الاتهامية أكثر سهولة في ظل عالم التقنية الحديثة، لكن الإثبات لتلك الاتهامات أكثر صعوبة، ويمكن للدكتور الصديق علي التريكي، وكذلك السيد شلقم والسيد موسى كوسة بصفتهم من أقدم الرجال حول القذافي ومنفذين في نظامه أن يدلوا بآرائهم في تلك الاتهامات، ومدير مخابرات القذافي بين يدي الثوار اليوم بإمكانه الإدلاء بآرائه في تلك الاتهامات التي صدرت من قيادات مرموقة في الثورة الليبية المعاصرة ضد من حمل الهم الليبي في عهد القذافي المنهار وفي ظل الثورة المجيدة المعاصرة أيضا. إننا نربى بهذه القيادات أن تنزل إلى هذا المستوى من توزيع الاتهامات وليعلم إخواننا في ليبيا أننا معهم ولسنا مع القذافي ونظام حكمه من قبل ومن بعد فهل تكف "أجهزة الاتهامات " في العهد الجديد عن بث الإشاعات والأكاذيب والاتهامات ضد الشرفاء والتي لا أساس لها من الصحة. أما الشأن السوري فحدث ولا حرج، صور دبابات الجيش العربي السوري تجوب شوارع المدن والقرى والأرياف مستخدمة أسلحتها ضد جحافل الشعب السوري المطالبة بالكرامة، وصور الشبيحة وهم يرقصون على ظهور المعتقلين ويرفسون رؤوسهم كما يرفسون كرة القدم أو أشد، صور المتظاهرين الذين يجوبون المدن والأرياف والقرى، كل هذه المناظر كاذبة ولا أساس لها من الصحة وليس هناك قتلى ولا معتقلين في سوريا وإنما مرتزقة وأيادي خارجية ممولة من جهات أجنبية تقوم بقتل رجال الجيش والأمن وغيرهم، إنها تستهدف " نظام المقاومة والممانعة " إذا صدقنا هذا القول فهل نصدق ما يذيعه التلفزيون السوري بأن سوريا يسودها الأمن والسلام؟ مهم التنبيه بأنه إذا تناول أصحاب القلم في العالم العربي ما يجري في سوريا الحبيبة فإن كان مؤيدا للقمع والعنف ضد الشعب السوري فهو وطني ومناضل ونصير لدولة " المقاومة والممانعة " وما عدا ذلك فهو عميل للصهيونية والاستعمار وللدول الرجعية، ومتهم بالقبض من جهات أجنبية للإضرار بالأمن الوطني والقومي لسوريا " المقاومة والممانعة ". آخر القول: يا دعاة الحرية والديمقراطية في عالمنا العربي، أيها الثائرون على الدكتاتورية والاستبداد، كونوا من أنصار حملة القلم وشجعوهم على إبداء ما يرونه ضارا بهذه الأمة، وقدسوا حرية الرأي والكلمة، وإلا فإنكم من الضالين الذين غضب الله عليهم.