18 سبتمبر 2025
تسجيلتُعد سنة 2023 من السنوات الفارقة والمهمة في المشهد العالمي للاستثمار التي تحمل تأثيرًا كبيرًا للذكاء الاصطناعي، التحول الجذري هذا كانت بدايته في ظهور منصة «تشات جي بي تي» التي أشعلت هذه التكنولوجيا المبتكرة موجةً من الاستثمار في الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وقد عكس ذلك اهتمام قطاع التمويل المُتزايد بقدرات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير. وعزز ثقة المُستثمر في هذه التكنولوجيا المتطورة بشكل واسع مُعلنةً عن مرحلةٍ جديدة. إنَّ تحليل الاتجاهات السائدة داخل الأسواق المالية العالمية يكشف عن نمطٍ مهم ومُثير للاهتمام، وأكثر من نصف الإجمالي للمكاسب يعود إلى أسهم الذكاء الاصطناعي. ونجد من الأمثلة البارزة التي تبرز هذا المسار التصاعدي أداء شركة «ميتا» التي ارتفعت أسهمها بأكثر من 100% خلال السنة. إنَّ تطوير تكنولوجيَّة الذكاء الاصطناعي ونشرها على نطاقٍ عالمي أمرٌ بالغ الأهمية لضمان أن تكون الفوائد مُتاحة ومتوافرة للجميع، حيث ينحصر التنافس بين عددٍ قليل من الدول الرائدة في هذا المجال. ففي طليعة هذا الجهد تقف الولايات المتحدة الأمريكية كمنارةٍ للاستثمار في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، ثم تليها الصين. وليست الدول الأخرى، بما في ذلك اليابان، وكوريا الجنوبية، وفرنسا، وألمانيا بعيدة، حيث تحقق تقدمًا ملموسًا واضحًا. وفي الشرق الأوسط تتوسع الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي وتتطور بشكل مستمر وسريع، وبحسب آخر الإحصائيات من المتوقع أن ينفق الشرق الأوسط 3 مليارات دولار على الذكاء الاصطناعي في سنة 2023، مع زيادة إلى 6.4 مليار دولار بحلول سنة 2026. وتعود هذه الزيادة إلى عددٍ من العوامل، من أهمها: توسع موارد البيانات وتطورها، وبنية الإنترنت المتطورة بسرعة، وتوسيع تمويل الحكومات لأبحاث الذكاء الاصطناعي ودعمها، وارتفاع الطلب على المنتجات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في قطاعات عدة، وبالأخص في كل من السعودية، والإمارات، وقطر، بفضل مستوى الدعم الحكومي القوي. إننا نعيش لحظةً فارقة ومهمة في تقاطع التكنولوجيا والاستثمار، ويوضح صعود الذكاء الاصطناعي تحولًا عميقًا في كل من ديناميكيات السوق، وأولويات التنمية. الذكاء الاصطناعي شريك حيوي في تشكيل عالمٍ شامل ومبتكر ومبدع.