22 سبتمبر 2025
تسجيلالجار نعمة، حيث إن رسولنا الكريم أوصانا بالجار وأوصانا الله عز وجل بالجار في القرآن الكريم، حيث قال (والجار ذو القربى والجار الجنب)، وتفسير الآية أن الجيران يتفاوتون، فالجار ذو القربى له حقوق ثلاثة، هي حق القرابة وحق الجوار وحق الإسلام، والجار غير المسلم له حق الجوار والجار له حق القرابة وحق الجوار. والجار يعتبر قريبا بالأبواب لا بالجدران، وقد سألت السيدة عائشة أم المؤمنين الرسول صلى الله عليه وسلم أن لي جارين فمن أهدي ؟ قال: إلى أقربهما بابا)، فمن كان أقربهما بابا وجب حسن ضيافته والعناية به. ويا حظ من حظي بجيران يكنون له المحبة والمودة ويبادلونه التحية ويشاركونه أحزانه وأفراحه، وهذا ما كان عليه الجيران في السنوات الماضية، حين القلوب صافية والنفوس راضية، حيث لا يمكن أن يخفي الجار عن جاره شيئا ويبادر بالمساعدة والعون له والأبواب دائما مفتوحة والأطفال يلعبون مع بعضهم البعض في الفريج ويتبادلون الطعام. ولكن مع تغير الظروف والأيام ابتعد الجار عن الجار، فلم يعد احد يعرف الآخر، بل قد يتصادف وجود الجارين أمام الباب فلا يلبي حتى التحية عليه ويدخل بيته ويغلق الباب، فالبيوت كبرت وتفاخر الناس بها والمجالس كبر حجمها ولكنها خالية إلا في أيام العزاء فقط، فلا يكاد أحد يعرف الثاني، وأصبحت المصلحة أساس المعرفة. وإننا نحمد الله أن حبانا بجارة جديدة بادرت بمبادرة جميلة، حيث أرسلت لجميع الجارات (نقصة رمضان) مع رقم هاتفها وطلبت التعارف، فاستجاب لها العديد من الجارات، حيث اجتمعنا في بداية رمضان في بيتها بروح من الحب والمودة وصفاء القلب، ومن ذلك الوقت لم تتوقف الزيارات والسؤال عن بعضنا البعض والمشاركة في المناسبات، وتبادل الطعام مما زاد الألفة والتقارب مع بعضنا البعض، خاصة الجيران الأقرب بابا، إن الجار له حق علينا لابد أن نؤديه حتى لو شعرنا بأنه لا يود التقرب فلنحاول حتى نتقرب منه حتى ولو بالسؤال عنه ومشاركته المناسبات، فقد قال رسولنا الكريم: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).