01 نوفمبر 2025

تسجيل

إلا لبنان

13 أغسطس 2020

• لبنان مصيف أثرياء الخليج والطبقة المخملية في حقبة من الزمن، التي كانت تجعل بداية إجازة الصيف في لبنان والاستمتاع بجمال الطبيعة والمناخ، والاستمتاع بتذوق أشهى الاطباق اللبنانية المميزة، والاستمتاع بجمال لبنان صيفا وشتاءً وبكل الفصول، ما دفع الكثيرين إلى شراء بيوت ومزارع في مدنها الصيفية الجميلة؛ وبعد التوقف الأول في لبنان ومدنها، تنطلق الطائرة إلى أوروبا. • الجمال ارتبط في أذهان الكثيرين بلبنان، من جمال طبيعتها الى جمال البشر واخلاقهم وجمال تعاملهم، رغم ما تميزت به لبنان من مزايا وهبة الطبيعة؛ إلا إنها لم تهدأ ولم تهنأ باستقرار سياسي واقتصادي كغيرها من الدول، عاشت الحروب، والانفجارات والانقسامات الداخلية وحروب الطوائف المتعددة فيها، وكانت النتيجة الحروب الدمار والتشرد واختيار الهجرة والعيش في الغرب وأمريكا وغيرها من الدول، فلا تخلو دولة من دول العالم الا تجد الجالية اللبنانية ومطاعمها التي تكون وجهة للسائح والمغترب العربي. • لم تعرف لبنان الاستقرار والاستثمار والعمران وتحرك عجلة الاقتصاد والسياحة من جديد إلا بعد تولي رفيق الحريري رئاسة وزراء لبنان، إن طعم الفرح والاستقرار يأبى أن ينعم به اللبنانيون ليأتي يوم اغتيال رفيق الحريري رحمه الله لتغتال معه آمال الشعب ليعود لنقطة الصفر والدمار والحروب والانفجارات!. • وتتوالى على لبنان المصاعب والظروف الصعبة من حروب داخلية لأزمات اخرى اقتصادية وسياسية وظروف غير مستقرة واحتجاجات لحال البلد، وما يعيشه من فساد وصل لأركان الدولة وزواياها، ما جعلها من اكثر الدول التي تعاني أزمة النفايات وكيفية التخلص منها وغيرها من أزمات. • ورغم ذلك إلا أن عشق لبنان الأرض وما تحمله على شعارها من أرزة لبنان الشامخة، يقوي هذا الشعب ليبقى ويعمل على اعادة اعمارها، وعدم الهروب والتخلي عنها، وكان هناك دور لعدد من الدول العربية والغربية التي وقفت مع لبنان ولا تزال تقف. • ليأتي الحدث المروع انفجار مرفأ بيروت ليدمر بيروت، التي ما لبثت أن تقف وتستوعب الحياة وتواجه مشكلاتها الاقتصادية والسياسية، لتعود للدمار وما خلفه الانفجار من شهداء وجرحى ومفقودين، وما خلفه من آثار وتلوث بيئة بحرية وجوية وزراعية، يبقى سنوات ويجعل بيروت في ظرف ووضع صعب، وتحتاج التفات الدول الخليجية والعربية والعالم لتقف معها وتساندها لما واجهته من كارثة، فهذا الانفجار مخيف بكل صوره ولقطات الكاميرات رصدت لحظات الترقب والذعر والخوف والدمار الذي عاشه الشعب افرادا وما خلفه من دمار البنيان!. • آخر جرة قلم: قلوبنا ودعاؤنا للبنان وشعبها من هذه الكارثة التي لا تقل عن كوارث الطبيعة المدمرة، من سيول وفيضانات وحرائق غابات، ولابد أن نقف معها كالجسد الواحد، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). نسأل الله القريب المجيب أن يحفظ لبنان ومدنها وشعبها من الفساد السياسي والاقتصادي الذي اهلك الدولة، وأن يحفظ شعوب العالم ويرفع البلاء والغمة عن بلاد الشام، سوريا وفلسطين المحتلة وليبيا وغيرها من الدول والمدن، وتعود أمجاد العرب ليسطروا تاريخا مشرفا تفتخر به الأجيال القادمة، بعيدا عن أطماع السياسة والسياسيين وفساد خططهم!. Tw:@salwaalmulla [email protected]