19 سبتمبر 2025

تسجيل

تاريخ المجتمع تاريخ وسطيته واتزانه

13 أغسطس 2020

مر المجتمع بفترة طويلة نسبياً من الاتزان والوسطية، تلك المرحلة هي ما تمثل عصره الذهبي اجتماعياً، وهي ما يمكن الرجوع إليها في كتابة تاريخ العلاقات بين مكوناته الاجتماعية من قبيلة أو عائلة أو أفراد، فترة الاتزان والوسطية هي مرحلة المجتمع المطمئن نفسياً واجتماعياً، حيث العلاقات الأفقية هي السائدة والمسافة الاجتماعية بين السلطة والمجتمع واحدة. قطر تتميز بنسيج اجتماعي متجانس بين جميع مكوناتها، لذلك كل كتابة للتاريخ بعد فترة الوسطية والاتزان لا تعدو كونها نشازاً مبعثه التأثر الذي وقع على تاريخ هذه العلاقة وعدم الاتزان الذي شاب أطرافها، يمكن الإضافة عليها لكن من الصعب تغييرها أو تبديلها، حيث إنها تمثل المجتمع في حالته الصحية لا في حالة مرضه واعتلاله. إعادة الثقة في الإنسان داخل مجتمعه يمكن تحقيقها من خلال عاملين، عامل ذاتي يتعلق بالمواطن وعامل آخر يتعلق بالدولة من خلال سن قوانين وتشريعات تحمي المجتمع من نفسه في حالة شعوره بالفراغ الوجودي، يحتاج المواطن إلى أن يتحرر من الخوف المطلق أمام العراء المطلق الذي يحرك التركيبة الاجتماعية ويهدد المسافة الاجتماعية التي كانت تشعره بالاطمئنان نحو الانكماش وربما الاختفاء، لذلك يلجأ إلى القبيلة وربما العائلة أو العمل على فتح ملف التاريخ، وجميعنا يعلم لصوص كتابة التاريخ في كل ناحية متربصون ولديهم الأختام والمستندات والوثائق فقط ما عليك إلا أن تختار تحديد درجة النقاء والاصطفاء التي تريدها أو يحتاجها مجتمعك. تاريخ المجتمع هو تاريخ وسطيته التي سادت في عقوده الأولى، تاريخ المجتمع هو تاريخ اتزانه وثقته بنفسه وإيمانه بقيادته وبالمسافة الواحدة بين الطرفين. العالم اليوم يتجه إلى ما بعد الدولة ولا نعرف إلى أين ستصل بنا الأمور كبشر عموماً، فلا أقل أن نعيش الدولة ككيان وتعيشنا الدولة كمواطنين على مسافة واحدة، التاريخ كُتب فليس هناك حاجة لإعادة كتابته الحاجة لفهمه وكتابة تاريخ جديد يليق بالأجيال القادمة التي ستعيش عالماً مختلفاً.