26 ديسمبر 2025
تسجيلأعلم أنكم قد تخشون هذا الفأل السيئ الذي لا يتمناه أحد، ولكن وتعلمون أهمية حرف الاستدراك هذا في التوقف للتنويه بأن الأمور التي ظننا أنها تسير على ما يرام يمكن أن تنقلب في لحظة، وهذا يتجلى في العدد المتصاعد للمصابين بفيروس كورونا والذي كنا قد بدأنا نستبشر خيرا بانخفاض أرقامه منذ بداية شهر يوليو الماضي، لكن الأمس كان صادماً لنا وإن لم يتعد العدد اليومي 400 مصاب، ولكن هذا العدد يعد مرتفعاً نوعاً ما بعد أن وصلنا إلى أقل من 200 شخص وقلنا هانت فلم بدأ الرقم بالارتفاع وإلى ماذا يمكن أن نعزو الأسباب الحقيقية لما بتنا نخشاه في الواقع؟. فهل هذه محصلة عيد الأضحى المبارك وما يمكن أن حدث فيه من زيارات عائلية لا محدودة ومفتوحة ودون أي احتياطات وقائية أو احترازات صحية وتجمع مجالس لم يلتزم المجتمعون فيها بالحد الأقصى ووفق الاشتراطات التي حثت عليها وزارة الصحة، أم أن المجتمع ككل قد تهاون منذ أن بدأ الرفع التدريجي عن القيود التي فرضت بسبب جائحة كورونا التي ألمت بالبلاد منذ بداية هذا العام وظنت فئات هذا المجتمع أنه يمكن ببساطة العودة للحياة الطبيعية دون توخي الحذر المطلوب الذي تصر وزارة الصحة على التقيد به حتى اكتشاف لقاح ناجع للفيروس وعدم التساهل الذي يمكن أن ينقلنا جميعا إلى المربع الأول لقيود هذه الجائحة التي أصابت البلاد والعباد بشيء أشبه بالشلل العام في مفاصل الدولة؟!. فأخبرونا ماذا حدث وكم هي نسبة الالتزام التي تجلت في داخل وسلوك كل فرد منا ليصل العدد اليومي إلى ما يقارب 400 شخص، وقد كنا أقرب إلى أن ينخفض الرقم إلى ما دون المائة وكنا نأمل جميعا ذلك، لم تخلَ الكثيرون عن مسؤولية الحذر والانتباه من أن الفيروس ليس وباء عاديا وأنه ينتقل بألف طريقة أقلها الاختلاط والتلامس والتقارب الاجتماعي وانهيار سد الحيطة الذي كان قائماً طوال فترة الأشهر السابقة؟! لم هذا التراخي ونسيان ما يجب أن نتذكره دائما في أن الوقاية خير من ألف علاج لا سيما وأنه في المقابل هناك عدد وفيات يرتفع ومن يدخل إلى غرف العناية المركزة يمكن أن يخرج منها ميتا لا روح فيه فماذا يريد المتراخون وإلى أين يريدون أن يصلوا؟. كان يجب أمام الرفع التدريجي للقيود وفتح نوافذ الحياة اليومية وإمكانية السفر والعمل والتنقل بحرية والتجمع أن يظل ضمير المسؤولية واعياً لا ينام وأن الأمر يمكن أن تحدث فيه انتكاسة مروعة إذا ما تراخى هذا الضمير أو غفا ولو لحظة واحدة ولا يزال هناك مجال للاستدراك وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح في إعادة إحياء الالتزام والتشديد على معنى التباعد الاجتماعي والتقيد بالكمامات الطبية والتعقيم وترسيخ ثقافة أن الحياة الطبيعية التي كانت حتى شهر يناير 2020 لا يمكن أبدا أن تعود وإن تم رفع القيود تدريجيا ووصلنا إلى أقل من 100 فالخطر لا يزال قائماً ما دام أن هذه الجائحة لم تجد لها لقاحا فعالا يمكن أن يوقفها عند هذا الحد من الخطورة التي تسببت بوفاة مئات الآلاف وإصابة الملايين حول العالم بأسره وإن تحدثت تجارب سريرية عن نجاح بعض اللقاحات ومنها العلاج المكتشف في روسيا والذي أعلن الرئيس بوتين عن تلقي ابنته جرعة منه على شكل إبرتين لم تؤثرا عليها بصورة سلبية ولكن يبقى كل هذا تجارب غير مؤكدة أمام ما يجب أن يكون مؤكدا وهو الوقاية والحرص على عدم التقهقر للوراء في حين كنا نتطلع فيه للأمام. @[email protected] @ebtesam777