17 سبتمبر 2025
تسجيلمثلما كان متوقعا من قبل: وأمام الإصرار الإسرائيلي- الأمريكي – الغربي (وبخاصة البريطاني – زيارة بلير إلى القاهرة ومشروعه: إعادة إعمار غزة ورصد 50 مليار دولار لذلك. مقابل نزع سلاح المقاومة). تتضح بلا أدنى شك: أبعاد المشروع التآمري للأطراف الثلاثة. المدعوم من بعض الدول العربية للأسف. على الفلسطينيين. لقد فشلت مفاوضات القاهرة في أول مرة. لكنه وبضغوط كبيرة مورست على الكيان. اضطر للموافقة على إعادة إرسال وفد إلى العاصمة المصرية.انتهت جولة المفاوضات الأولى على لا شيء. وعادت الأحداث إلى مربعها الأول... إسرائيل وما رشح عن قيادتها من اشتراطات نشرته الصحف الإسرائيلية. تصّر على: نزع سلاح المقاومة وإعلان القطاع. منطقة منزوعة الأسلحة. هذا يتقاطع مع ما قاله وزير الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي له وكرره مرارا عن تأييده لنزع سلاح الفلسطينيين. مضيفا: إن المطلوب أيضا: هو عودة الطرفين: الفلسطيني والإسرائيلي للمفاوضات المباشرة من أجل التوصل إلى التسوية النهائية. ممثلو معظم الفصائل الفلسطينية في وفد القاهرة أعلنوا: أن الطلب بنزع سلاح المقاومة غير قابل للنقاش مطلقا. من الشروط الإسرائيلية أيضا: أن يتم دخول مواد البناء إلى القطاع وبخاصة الإسمنت بهدف إعماره. برقابة دولية. وبإشراف إسرائيل. وإعلامها عن مجالات استخدام كل شحنات هذا الإسمنت.الطلب الصهيوني المؤيد أمريكيا بنزع السلاح الفلسطيني كما تصريح كيري عن المفاوضات: ينمّا في الحقيقة عن مؤامرة إسرائيلية – أمريكية -غربية للالتفاف على الصمود الفلسطيني في وجه العدوان على غزة.المؤامرة تهدف إلى: استثمار الصمود والإنجاز العسكري الفلسطيني. في مخطط تآمري عنوانه: إعادة السلطة الفلسطينية إلى المفاوضات مرة أخرى. بالطبع ليس من الصعب على الإدارة الأمريكية. التعهد للفلسطينيين: بأن المفاوضات الجديدة ستختلف عن سابقاتها وستنتهي بتحقيق الدولة الفلسطينية العتيدة ربما في خلال سنة واحدة. إسرائيل لن تكون من جانبها ضد مثل هذا التعهد. هذا المنطق يلامس في الواقع: تيارا فلسطينيا متمثلا في السلطة. إستراتيجيته وخياره الوحيد في الوصول إلى الدولة العتيدة والحقوق الوطنية الفلسطينية من خلال خيار وحيد هو: المفاوضات فقط. وأن لا جدوى من الكفاح المسلح. ما نخشاه: قبول أصحاب هذا النهج بمقترح كيري والعودة إلى التفاوض مع الكيان مقابل فك الحصار الإسرائيلي عن غزة والسماح بإعمارها بشروط والموافقة على الوعود الأمريكية. إنها ليست المرة الأولى التي تعد فيها واشنطن بإقامة دولة فلسطينية تسميها " قابلة للحياة ". كما أن الرئيسين الأمريكيين الأسبقين: كلينتون وبوش الإبن. حددا مواعيد لإقامة الدولة. مضت المواعيد ولم تفعل واشنطن شيئا.الحلف الصهيوني الأمريكي - الغربي سيظل يطمح إلى تشليح المقاومة الفلسطينية من أسلحتها لضمان أمن المناطق المختلفة من الكيان في المنطقة المحتلة عام 1948. بمنع أي تهديد فلسطيني لها من خلال الصواريخ. كما يهدف إلى كسر شوكة المقاومة من أجل تمرير الحل الإسرائيلي. وأقصى مدياته: الحكم الذاتي الإداري على السكان مجردا من أية مظاهر سيادية.الكيان والحليف الأمريكي يسعيان إلى تحقيق أهداف العدوان. التي لم تتحقق لتل أبيب بالعدوان العسكري وآلة الحرب الهمجية. والإبادة الجماعية للفلسطينيين. وتدمير البنية التحية لكل مدن وقرى وبلدات قطاع غزة. من خلال المفاوضات السياسية. على المفاوض الفلسطيني أن يدرك. أنه ووفقا لورقة الضمانات الإستراتيجية التي قدمها جورج بوش الإبن. للكيان في عام 2004. وقرأها شارون من على منبر مؤتمر هرتزيليا آنذاك. تتضمن في أحد بنودها: تعهدا أمريكيا بأن لا تقدم أية إدارة أمريكية على إجبار إسرائيل بأي حل. لا تريده. عليه أيضا أن يعي: أن فتح مخازن الأسلحة الإستراتيجية الأمريكية لمساعدة إسرائيل خلال عدوانها يؤكد: شراكة الأهداف بين الحليفين. بالتالي لا يمكن للولايات المتحدة. لا أن تكون وسيطا نزيها في الصراع العربي الصهيوني. ولا حتى وسيطا عاديا. إنها طرف أساس في هذا الصراع وحليفا دائما للدولة الصهيونية.أيضا. من الأهداف: يسعى الكيان وحلفاؤه إلى إرضاء الشارع الصهيوني الذي يعيش الآن جدلا عميقا ينصّب: حول فشل العدوان في تحقيق أي هدف من أهدافه بما في ذلك: تدمير الأنفاق. كما يتناول الجدل: تقصير المجالين السياسي والعسكري في إدارة المعركة. وخسائر إسرائيل الكبيرة بين صفوف الجيش. وتكاليف الحرب الاقتصادية. وقد بلغت حتى اللحظة 5 مليارات دولار. وعدم التناسب بين الخسائر وبين ما حققته الدولة من حربها. إضافة إلى ذلك: فإن معظم الإسرائيليين (وفقا لإحصاءات كثيرة حديثة أجريت في الكيان) تطالب بالاستمرار في الحرب وإعادة احتلال غزة. هذا الرأي يتقاطع مع رأي حكومي يتزعمه الوزيران: ليبرمان (حزب إسرائيل بيتنا). وبينيت (حزب البيت اليهودي) وبعض القادة العسكريين.من الضروري كذلك الأخذ بعين الاعتبار: بأن الرؤوس الحامية في الكيان من القيادات السياسية والعسكرية وأمام الوضع المرتبك لها. والمطالبات بتمديد الحرب وبخاصة من الأطراف والأحزاب اليمينية الفاشية. فإن أحد الاحتمالات التي قد تلجأ إليها هو الاستمرار في قصف غزة والمزيد من التدمير والقتل وبخاصة بعد ارتفاع الأصوات في إسرائيل (يتزعمها زئيف إلكين عضو الكنيست من الليكود والمنافس لنتنياهو على قيادة الحزب وأحد أبزر المطالبين باحتلال غزة) المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق للبحث في تقصيرات القيادات الصهيونية الحاكمة للإعداد لهذه الحرب. المطلوب: الحذر من الالتفاف على الصمود الفلسطيني أمام العدوان وأمام صراع الإدارات. كما أن من الضروري أخذ الاحتياط: لحرب عدوانية صهيونية على شعبنا قد تستمر طويلا. لذا فإن أية مفاوضات حالية قادمة مع هذا العدو. ستزيد من نهمه إلى التشبث بمطالبه.