12 سبتمبر 2025

تسجيل

بين المنعطفات..

13 يوليو 2023

تجربة القيادة على الطرقات ليست عملية آمنة دائما فقد يكون حظك سيئا ان مررت في طرق وعرة ومنعطفات خطرة تؤذيك وتسبب لمركبتك ضررا، وقد يقابلك الحظ الجيد فتتفادى هذه المنغصات او تجد منعطفا تخرج من خلاله لمسار افضل، الا تلاحظ معي ان طريقك في الحياة يشبه الى حد كبير هذه الطرق التي تسير فيها مركبتك؟ فكلاهما على الأقل يحمل الأمن الذي يبدو في منتصفه منغصا واحدا او يحمل الخطر وبالتالي تحتاج لمنعطف تأمن بالسير فيه على حياتك. هي ليست معادلة يا صديقي فالحياة طريق مليء بالمنعطفات التي قد تكون قاسية لكنها ضرورية لمواصلة الطريق وقد تأخذنا لمنعطف حاد او كارثة تغير مسارنا وقد تأخذنا فجأة لمنعطف آخر تفاجئنا فيه بالعجب وتأسرنا بمفاجأة لنقف متعجبين من مشاعرنا المختلطة حينها في محاولة منا للقيام بمحاربة مرارة الحياة بقوة، فمن منا لا يود أن يعيش حياته بدون منغصات من مرض أو تعب بدني ونفسي خاصة ان بعض المنغصات تدفعنا لاختيار منعطفات حياتية لم تكن ضمن حساباتنا يوما فتجعلنا نقف حائرين مشتتين لا تفكير ينقذنا ولا نجد تفسيرا لما يجري بسببها فكم هو مؤلم أن تحزن في المكان الذي ابتسمت فيه كثيرا وكم هو موجع أن تعود لتفاصيل صغيرة تظل تقتات على بقايا روحك، بالمقابل علينا الاعتراف ان منغصات الحياة طبيعية ولابد أن تحدث لتبحث لك عن منعطف يجدد شغفك، فكلما ازدادت مرارة الحياة ازداد شغفنا للخيال، ولعلي اتذكر امرا يتعلق بسنواتنا التي يزداد عددها عاما بعد آخر بينما يبقى العمر مجرد رقم وما يقاس به هو تلك المنعطفات التي مررنا بها في حياتنا جراء كل منغصات واجهتنا فصرعتنا مرة وصرعناها مرات اخرى. ربما يجب الا نغفل حقيقة ان في الحياة منعطفات حادة قد تقتلنا ومنعطفات أخرى تُحيينا وتُوقظ فينا ادراك ما جهلناه او تجاهلناه وتُبين لنا نقاط ضعفنا وكأنها تهزنا لننتبه لأي طريق تسير فيه اقدامنا او تتقدم فيه خطواتنا وعموما ما تراه أنت ليس مدعاة للذعر والتوجس يراه آخر العائق الأوحد الذي يعترض مسار سعادته وما ترى أنت فيه بابا يجلب كل مصائب الدنيا ينظر إليه ثان بأنه مُتنفس للخروج من مضايقات او كآبات كثيرة ولا يجب إغلاقه. وهنا انقل ما قرأته للعقاد الذي قال «إن في الحياة ألما كبيرا وإن سرور الحياة أكبر من ألمها، ولكن الحياة نفسها أكبر من كل ما فيها من الألم والسرور». ● اخيرا: بعض المنعطفات في الحياة قاسية لكنها إجبارية لمواصلة الطريق!